رجيم: مرجوم، مطرود من كل خير يوم الدين: يوم القيامة. فأنظِرني: فامهلين. يوم القوت المعلوم: يوم القيامة. جزء مقسوم: لكل فريق من اتباع ابليس جزء معين في جهنم.
﴿قَالَ ياإبليس مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ الساجدين﴾.
قال الله تعالى: ما منعكَ يا إبليسُ ان تسجد مع الساجدين؟.
﴿قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ﴾.
قال إبليس، وقد ركبه الغُرور والاستكبار، إنه لن يسجدَ لبشرٍ مخلوقٍ من طين، فهو خيرٌ من آدمَ، آدمُ مخلوق من طين، وإبليسُ مخلوق من نار، والنارُ خير من الطين.
﴿قَالَ فاخرج مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللعنة إلى يَوْمِ الدين﴾.
قال الله تعالى: فاخرجْ من الجنة، ، أنت مطرودٌ من رحمتي كنتَ فيه من الدرجات الرفيعة. لقد كتبتُ عليك اللعنةَ إلى يوم القيامة.
﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المنظرين إلى يَوْمِ الوقت المعلوم﴾.
قال إبليس، وهو المتردُ على طاعة الله: يا رب، أمهِلْني الى يوم القيامة. فقال الله تعالى: إنك من المؤجَّلين الممْهَلين، إلى اليومِ المعلوم، يوم القيامة.
﴿قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأرض وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾.
قال ابليس: يا ربّي، بما امتَحَنْتَني به من الأمر بالسّجود لآدمَ، الأمر الذي أوقعني في العصيان، لأزيّنَنّ لبني آدم السوءَ والعصيان في هذه الأرض، وسأعمل كل شيء لإغوائهم وإضلالهم.
﴿إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين﴾ ولن ينجو من إضلالي الا الذين أخلصوا لك من العباد.
فرد الله تعالى عليه بالتهديد والوعيد بقوله:
﴿قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتبعك مِنَ الغاوين﴾.
قراءات:
قرأ يعقوب: «صراط عليٌّ مستقيم» برفع، عليّ، صفة لصراط. والباقون «عَليَّ».
قال الله تعالى إن الإخلاصَ هو الصراط المستقيم، فمن سَلكَه نجا، إن عبادي الذين أخلَصوا لدينهم ليس لك قدرةٌ على إضلالهم، وأما من تَبعِكَ فإنه من الضّلين الغاوين ومصيرُهم جهنم.
﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ﴾.
فعاقبتُهم جهنمُ يجتمع فيها كل من تَبعَ إبليس.
﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ﴾.
وجهنمُ هذه ذات سبعة أبواب لكثرة من يرَدُها من المجرمين. ولكل باب طائفةٌ مختصة به، ولكل طائفة مرتبةٌ معلومة تتكافأ مع شرّهم.
ويقول عدد من المفسّرين ان لجنهم سبْعَ طباقات ينزلها مستحقّوها بحسب مراتبهم في الضلال وهي: جهنم والسعير ولظى والحُطَمة وسَقَر والجَحيم، والهاوية.


الصفحة التالية
Icon