«اياكم والظن، فان الظن اكذب الحديث» وفي سنن ابي داود: «بئي مطية الرجُلِ زعموا» ان الله يسأل الانسان عما فعلت جوارحه، وستسأل الجوراح نفسها عما اجترامت ﴿يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: ٨٩-٩٠].
وانها لقواعد اخلاقية عظيمة، تؤمن سلامة المجتمع، وتجعل الناس يعيشون بامن وسلام. وهذا هو الاسلام، وهذا هو القرآن الكريم ﴿إِنَّ هذا القرآن يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾.
ثم ينهى عن خلة سيِّئُه، وصفة بغيضة يختم بها هذه الوصايا والأوامر فيقول:
﴿وَلاَ تَمْشِ فِي الأرض مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأرض وَلَن تَبْلُغَ الجبال طُولاً كُلُّ ذلك كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً﴾.
التكبر صفة ممقوتة، والخيلاء الكاذبة من الأدلة على نقص العقل، ولماذا يزعو الانسان وعلى من يتكبر؛ انه من طين وسيعود الى التراب، والله تعالى بيبن له بانه ضئيل ضعيف ازاء ما في هذا الكون من مخلوقات اعظم واكبر، فلو تواضع لرفع الله كما جاء في الحديث الشريف ﴿من تواضع لله رفعه﴾ فهو في نفسه حقير وعند الناس كبير، ومن استكبر وضَعه الله، فهو في نفسه كبير وعند الناس حقير.
كل هذه الصفات التي نهى الله عنها سيئة مكروهة عند الله. ﴿ذَلِكَ مِمَّآ أوحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الحكمة وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ الله إلها آخَرَ فتلقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً﴾.
ان كل ما قدمنا اليك ايها الانسان هو من الحكمة التي تشتمل على التعقل والاتزان وحب المعرفة.
ثم يختمها بالتحذير من الشرك، والحفاظ على عقيدة التوحيد، وهذه بعض الحكمة التي يهدي اليها القرآن الكريم الذي اوحاه الى الرسول ﷺ.
قراءات:
قرأ ابن كثير: «كان خِطَاءً كبيرا» بكسرا لخاء وفتح الطاء والمد. وقرأ ابن عامر: «خطأ» بفتح الخاء والطاء. والباقون: «خطئا» بكسر الخاء وسكون الطاء. وقرأ حمزة والكسائي وحفص: «القسطاس» بكسر القاف كما هو في المصحف، والباقون: «القسطاس» بضم القاف، وهما لغتان. وقرأ ابو بكر عن عاصم: «بالقصطاس» بالصاد. وقرأ ابن كثير وابو عمرو ونافع: «كان سيئةً» والبقاون: «كان سيئهُ» مضافا الى الهاء.


الصفحة التالية
Icon