وذلك لنبيّن لكم قدرتنا، وعظيم حكمتنا، والتدرج في التكوين.
﴿وَنُقِرُّ فِي الأرحام مَا نَشَآءُ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾
ونبقي ما نشاء من الأجنّة في الأرحام الى الوقت الذي يكمل فيه الحَمْل وتتم فيه الولادة، ثم نخرجكم من بطون أمهاكم اطفالا، ثم نرعاكم حتى تبلغوا تمام العقل والقوة. ومنكم بعدَ ذلك من يتوفاه الله، ومنكم من يَمُدّ له عمره حتى يبلغ درجة من الكبر يعود فيها الى الخَرَف وعدم معرفة اي شيء، وذلك هو أرذلُ العمر نعوذ بالله منه.. فاللهُ الذي بدأ خلقكم بهذه الصورة لا يُعجزه إعادتكم.
ثم ذكر الاستدلال على امكان البعث بحال خلْق النبات ايضا فقال:
﴿وَتَرَى الأرض هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المآء اهتزت وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾
وأمرٌ آخر يدلنا على قدرة الله على البعث، أننا نرى الأرضَ بينما تكون هامدة يابسة قاحلة، فإذا نزل عليها الماء دبّت فيها الحياة وتحرّكت ونمت وازدهر نباتها، وأظهرت من أصناف النباتات ما يروق منظرُه، وتبتهج النفس لمرآه.
﴿ذلك بِأَنَّ الله هُوَ الحق وَأَنَّهُ يُحْيِي الموتى وَأَنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
ذلك الذي تقدَّم من القدرة على خلْق الانسان ونبات الزرع - شاهدٌ على ان الله هو الإله الحق، وأنه يحيي الموتى عند بعثهم كما بَدَأهم، فهو القادر على كل شيء.
﴿وَأَنَّ الساعة آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ الله يَبْعَثُ مَن فِي القبور﴾.
وأنكم إذا تأملتم في خلْق الانسان والحيوان والنبات وهذا الكون العجيب - أمكنكم ان تؤمنوا بقدرة الله على كل شيء، وان الساعة آتيةٌ لا شك فيها، وان الله يبعث من في القبور بعد موتهم، للحساب والجزاء.