وقرأ ابن كثيرة وحمزة والكسائي: اذن بفتح الهمزة، للذين قاتلون بكسر التاء.
ثم وصف الله هؤلاء المؤمنين بقوله:
﴿الذين أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا الله﴾.
الذين ظَلمهم المشركون وأرغموهم على ترك مكة والهجرة منها بغير حق، لأنهم آمنوا بالله وحده.
﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
ولولا ان سخّر الله للحق أعواناً يردعون الطغاة بالقوة لسادات الفوضى وعمَّ الفساد في الأرض، وأخمدوا صوت الحق، وهدموا صوامع الرهبان وكنائس النصارى، ومعابد اليهود، ومساجد المسلمين التي يُذكر فيها اسم الله كثيرا.
وقد تعهّد الله بأن ينصر كلَّ من نَصَرَ دينه، ووعدُ الله لا يتخلف، ان الله قوي على تنفيذ ما يريد، عزيز لا يغلبه غالب.
ثم وصف الله الذين أُخرجوا من ديارهم بقوله:
﴿الذين إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرض أَقَامُواْ الصلاة وَآتَوُاْ الزكاة وَأَمَرُواْ بالمعروف وَنَهَوْاْ عَنِ المنكر وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمور﴾
هؤلاء المؤمنون الذي أُخرجوا من ديارهم هم الذين ان قوَّينا سلطانهم في الارض، حافظوا على صلواتهم، وعلى صِلتهم بالله، وأدوا الزكاة وأمروا بالمعروف، وحثّوا على كل خير، ونهوا عن كل ما فيه شر، ولله وحدضه مصيرُ الأمور، وإليه المرجع.
قراءات
قرأ ابن كثير وابو عمرو ان الله يدفع، ولولا دفع الله بدون الف، وقرأ نافع ان الله يدافع ولولا دفاع الله، وقرأ نافع وابن كثير: لهدمت صوامع بدون تشديد الدال.