مغانم: جمع مغنم، وهو ما كسبه الإنسان في الحرب. أولي بأس: اصحاب قوة وشدة في القتال. الحرج: الضيق والاثم. يعني هؤلاء ليس عليهم اثم اذا لم يقاتلوا.
﴿سَيَقُولُ المخلفون إِذَا انطلقتم إلى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا....﴾
سيقول هؤلاء الاعراب الذين تخلفوا عنكم ايها الرسول يوم خروجكم الى مكة، وتعللوا بشغلهم بأموالهم بأموالهم واهليهم: دعونا نتبعكم ومخرج معكم الى غزو خَيبر، وذلك لأنهم توقعوا ما سيكون من مغانم.
﴿يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ الله﴾
يريدون بذلك تغيير وعدِ الله بتلك المغانم لمن خرج مع الرسول الى الحديبية.
قل لهم يا محمد: لن تتّبعونا، فلقد حَكَم اللهُ من قبلُ بأن الغنائم لمن خرج مع رسول الله وأطاعه. ولكنهم يتجرأون على الله ويقولون: ان الله لم يأمركم بذلك، بل انكم تخشون ان نشارككم الغنيمة.
﴿بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾
ليس الأمر كما يقول هؤلاء المنافقون بل انهم لا يفقهون من امر الدين وتشريع الله الا قليلا.
ثم بين الله تعالى لهم ان باب القتال والجهاد لا يزال مفتوحا امامهم، ولذلك قال للرسول الكريم: قل لهؤلاء المتخلفين عن الخروج من اهل البادية: ستُدعون الى قتال قوم ذوي شدة وبأس في الحرب، فعليكم ان تخيّروهم بين امرين، إما القتل أو الاسلام، فان تستجيبوا لهذه الدعوة يُعظِم الله لكم الغنيمة في الدنيا والثواب في الآخرة، وان تعرضوا عنها كما اعرضتم من قبل ﴿يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً﴾.
ثم بين الله تعالى الأعذارَ المبيحة للتخلّف عن الجهاد في سبيل الله: فالأعمى والأعرج والمريض معذورون ليس عليهم حرجٌ في عدم الخروج.
ثم رغّب في الاجهاد واطاعة الله ورسوله، وأوعد المتخلفين عنه بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.
﴿وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً﴾
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: يريدون ان يبدلوا كَلِمَ الله بالجمع. والباقون: كلام الله.