١٢٧ - قد استفتى الناس النبى فى شأن النساء وكنَّ ولا يزلن ضعيفات، فبيَّن الله لنبيه أن يبين حال النساء وحال الضعفاء فى الأسرة من الولدان واليتامى، وذكر أن يتامى النساء اللاتى يُزوجن ولا يأخذن مهورهن، والأولاد، واليتامى، كل هؤلاء يعاملون بالعدل والرحمة والرعاية، وأن كل ما يفعل من خير فإن الله يعلمه وهو الذى سيجزى به.
١٢٨ - وإن الزوجة إذا خافت من زوجها إهمالاً لشئون الأسرة أو إعراضاً عنها وعدم إقبال عليها. فلا إثم عليهما فى أن يحاولا إصلاح ما بينهما بالصلح الجميل والتقريب. والعاقل منهما يبدأ به، والصلح خير دائماً لا شر فيه، وإن الذى يمنع الصلح هو تَمَسُّك كل من الزوجين بحقوقه كاملة، إذ يسيطر الشح النفسى، ولا سبيل لعودة المودة إلا التساهل من أحد الجانبين وهو المحسن المتقى، ومن يعمل العمل الحسن ويتق الله، فإن الله خبير بعمله ومجازيه عليه.
١٢٩ - وإن العدل مع النساء بالمحبة الدائمة التى لا تشوبها شائبة، والمساواة بين محبتها بحيث يبادلها ما تبادله، أمر غير ممكن دائماً، وغير ممكنة كذلك المساواة فى المحبة بين الزوجات إذا كان عنده أكثر من واحدة، ولكن إذا حرصتم فلا تجوروا عليها وتميلوا كل الميل إلى غيرها وتتركوها لا هى ذات زوج ولا هى مطلقة، ويجب أن تصلحوا أنفسكم وتقيموا الأسرة على الصلاح من غير إفساد. وتتقوا الله فإن الله يغفر لكم ويرحمكم إذ من شأنه المغفرة والرحمة.
١٣٠ - وإذا لم يمكن الإصلاح واستحكمت النفرة، فإن التفريق لازم، وإن يتفرقا يغن الله كل واحد منهما من سعة رحمته وفضله، والأرزاق بيد الله، والله واسع الرحمة والفضل، وهو حكيم يضع الأمور فى مواضعها.


الصفحة التالية
Icon