١٥٤ - ورفع الله الجبل فوق بنى إسرائيل، تهديداً لهم لامتناعهم عن قبول شريعة التوراة، حتى قبلوا، وأخذ عليهم الميثاق، وأمرهم أن يدخلوا القرية خاضعين لله، وألا يتجاوزوا ما أمرهم بالتزامه من العبادة فى يوم السبت، ولا يعتدوا فيه، وقد أخذ عليهم فى كل ذلك عهداً مؤكداً.
١٥٥ - فغضب الله عليهم، بسبب نقضهم هذا الميثاق، وكفرهم بآيات الله، وقتلهم الأنبياء ظالمين - ولا يكون ذلك إلا ظلماً -، وإصرارهم على الضلال بقولهم: قلوبنا محجوبة عن قبول ما نُدْعَى إليه، وليسوا صادقين فى قولهم، بل طمس الله على قلوبهم بسبب كفرهم، فلا يؤمن منهم إلا قلة من الناس.
١٥٦ - وغضب الله عليهم بسبب كفرهم وافترائهم على مريم افتراء كبيراً.
١٥٧ - وغضب الله عليهم بسبب قولهم مستخفين: إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، والحق المستيقن أنهم ما قتلوه، كما زعموا وما صلبوه كما ادعوا.. ولكن شُبِّه لهم، فظنوا أنهم قتلوه وصلبوه، وإنما قتلوا وصلبوا من يشبهه، وقد اختلفوا من بعد ذلك فى أن المقتول عيسى أم غيره، وأنهم جميعاً لفى شك من أمره.. والواقع أنهم يقولون ما لا علم لهم به إلا عن طريق الظن، وما قتلوا عيسى قطعاً.
١٥٨ - بل رفع الله عيسى إليه وأنقذه من أعدائه، ولم يصلبوه، ولم يقتلوه والله غالب لا يقهر، حكيم فى أفعاله.
١٥٩ - وما من أحد من أهل الكتاب إلا ليدرك حقيقة عيسى قبل موته وأنه عبد الله ورسوله، ويؤمن به إيماناً لا ينفعه لفوات أوانه، ويوم القيامة يشهد عليهم عيسى بأنه بَلَّغَ رسالة ربه وأنه عبد الله ورسوله.


الصفحة التالية
Icon