٩٣ - ليس على الذين صدَّقوا بالله ورسوله وأتوا بصالح الأعمال إثم فيما يطعمون من حلال طيب، ولا فيما سبق أن طعموه من المحرمات قبل علمهم بتحريمها، إذا خافوا الله، وابتعدوا عنها بعد علمهم بتحريمها، ثم استمروا على خوفهم من الله، وتصديقهم بما شرعه لهم بعد من أحكام، ثم داوموا على خوفهم من الله فى كل حال وأخلصوا فى أعمالهم وأدُّوها على وجه الكمال، فإن الله يثيب المخلصين فى أعمالهم على قدر إخلاصهم وعملهم.
٩٤ - يا أيها الذين آمنوا: إن الله يختبركم فى الحج بتحريم بعض من الحيوان والطيور يسهل عليكم اصطياده بأيديكم ورماحكم، ليظهر الذين يراقبونه منكم فى غيبة من أعين الخلق. فالذين تجاوزوا حدود الله بعد بيانها يقع عليهم عذاب مؤلم شديد.
٩٥ - يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وقد نويتم الحج والعمرة وتقومون بأعمالهما، ومن قتله منكم قاصداً، فعليه أن يؤدى نظير الصيد الذى قتله، يخرجه من الإبل والبقر والغنم. ويعرف النظير بتقدير رجلين عادلين منكم يحكمان به، ويهديه إلى الفقراء عند الكعبة، أو يدفع بدله إليهم، أو يخرج بقيمة المثل طعاماً للفقراء، لكل فقير ما يكفيه يومه، ليكون ذلك مسقطاً لذنب تعديه على الصيد، أو يصوم أياماً بعدد الفقراء الذين كانوا يستحقون الطعام لو أخرجه. وقد شرع ذلك ليحس المعتدى بنتائج جرمه وسوء عاقبته. عفا الله عما سبق لكم من المخالفة قبل تحريمها، ومن رجع إلى التعدى بعد العلم بتحريمه، فإن الله يعاقبه بما ارتكب، وهو غالب لا يُغْلَب، شديد العقاب لمن يصر على الذنب.
٩٦ - أحل الله لكم أن تصيدوا حيوان البحار، وأن تأكلوا منه، وينتفع به المقيمون منكم والمسافرون، وحرَّم عليكم أن تصيدوا حيوان البر غير المستأنس، مما جرت العادة بعدم تربيته فى المنازل والبيوت، مدة قيامكم بأعمال الحج أو العمرة بالحرم، وراقبوا الله وخافوا عقابه، فلا تخالفوه، فإنكم إليه ترجعون يوم القيامة، فيجازيكم على ما تعملون.


الصفحة التالية
Icon