٥٤ - وكما أن دأب هؤلاء فى الإنكار لآيات الله ونعمه كدأب آل فرعون والذين من قبلهم فإن دأبهم وشأنهم فى الاستمرار على التكذيب برسله ودلائل نبوتهم، كدأب آل فرعون والذين من قبلهم فالشبه بينهم فى الكفر بالآيات، وجحود رسالة الرسل وتكذيبهم، وفى الاستمرار على ذلك. فكلاَّ أخذ اللَّه بذنبه أولئك بالصواعق والرياح ونحوها، وآل فرعون بالغرق، وكلهم كانوا ظالمين لأنفسهم، واستحقوا ما نزل بهم من العقاب.
٥٥ - إن شَر ما يدب على وجه الأرض عند اللَّه فى حكمه وعدله، هم الكفار المصرون على كفرهم.
٥٦ - الذين عقدت معهم العهود والمواثيق، ولا يزالون ينقضونها مرة بعد مرة، وهم اليهود لا يردعهم عن ذلك تعظيم لله، ولا خوف من نقمته وعذابه.
٥٧ - فإن تدرك - أيها الرسول - هؤلاء الناقضين لعهدهم، وتصادفهم فى الحرب ظافراً بهم، فنكل بهم تنكيلا يسوؤهم ويخيف مَنْ وراءهم، فتفرق جموعهم منْ خلفهم. فذلك التنكيل أرجى لتذكيرهم بنقض العهود، ولدفع غيرهم عن الوقوع فى مثل ما وقع فيه هؤلاء.
٥٨ - وإن تتوقع من قوم خيانة بأمارات تنبئ بنقضهم لما بينك وبينهم من العهد، فاقطع عليهم طريق الخيانة لك، بأن تعلن فسخك لعهدهم، حتى يكونوا على علم بأمرك، وحتى لا يستطيعوا خيانتك، إن اللَّه لايحب الخائنين ولا يرضى أن توصفوا بوصفهم.
٥٩ - ولا يظن الذين كفروا أنهم سبقوا ونجوا من عاقبة خيانتهم وغدرهم. إنهم لا يعجزون اللَّه عن الإحاطة بهم، بل هو القادر - وحده - وسيجزيهم بقوته وعدله.


الصفحة التالية
Icon