٥٢ - ثم يقال يوم القيامة للذين ظلموا أنفسهم بالكفر والتكذيب: ذوقوا العذاب الدائم، لا تجزون الآن إلا على أعمالكم التى كسبتموها فى الدنيا.
٥٣ - ويطلب الكفار منك - أيها الرسول - على سبيل الاستهزاء والإنكار - أن تخبرهم أحق ما جئت به من القرآن وما تعدهم به من البعث والعذاب؟ قل لهم: نعم وحق خالقى الذى أنشأنى إنه حاصل لا شك فيه، وما أنتم بغالبين ولا مانعين ما يريده الله بكم من العذاب.
٥٤ - ولو أن كل ما فى الأرض مملوك لكل نفس ارتكبت ظلم الشرك والجحود، لارتضت أن تقدمه فداء لما تستقبل من عذاب تراه يوم القيامة وتعاين هوله، وحينئذ يتردد الندم والحسرة فى سرائرهم لعجزهم عن النطق به، ولشدة ما دهاهم من الفزع لرؤية العذاب، ونفذ فيهم قضاء الله بالعدل، وهم غير مظلومين فى هذا الجزاء. لأنه نتيجة ما قدَّموا فى الدنيا.
٥٥ - ليعلم الناس أن الله مالك ومهيمن على جميع ما فى السموات والأرض، وليعلموا أن وعده حق، فلا يعجزه شئ، ولا يفلت من جزائه أحد، ولكنهم قد غرتهم الحياة الدنيا، لا يعلمون ذلك علم اليقين.
٥٦ - والله سبحانه، يهب الحياة بعد عدم، ويسلبها بعد وجود، وإليه المرجع فى الآخرة، ومَن كان كذلك لا يعظم عليه شئ.
٥٧ - يا أيها الناس: قد جاءكم على لسان الرسول محمد كتاب من الله، فيه تذكير بالإيمان والطاعة وعظة بالترغيب فى الخير، والترهيب من عمل السوء، وسوْق العبر بأخبار مَن سبقوكم، وتوجيه نظركم إلى عظمة الخلق لتدركوا عظمة الخالق، وفيه دواء لأمراض قلوبكم من الشرك والنفاق، وهداية إلى الطريق المستقيم. وذلك كله رحمة للمؤمنين الذين يستجيبون.


الصفحة التالية
Icon