٣ - وتضرّعوا إلى الله داعين أن يغفر لكم ذنوبكم، ثم ارجعوا إليه بإخلاص العبادة وعمل الصالحات، فَيُمتعكم متاعاً حسناً فى الدنيا إلى أن تنتهى آجالكم المقدّرة لكم فيها، ويُعطى فى الآخرة كل صاحب عمل صالح فاضل ثواب عمله وفضله. وإن تنصرفوا عمّا أدعوكم إليه، تعرضتم للعذاب، فإنى أخاف عليكم هذا العذاب فى يوم كبير يحشر فيه الناس جميعاً، ويكون فيه الهول الأكبر.
٤ - إلى الله - وحده - مرجعكم فى الدنيا، ويوم القيامة حين يبعثكم من قبوركم ليجازيكم على أعمالكم، وهو قادر على كل شئ، لأنه كامل القدرة لا يعجز عن شئ من الأشياء.
٥ - إن الناس يطوون صدورهم كاتمين لما يجول فيها، مجتهدين فى كتمانهم، زاعمين أن عاقبة ذلك أن تستخفى خلجات صدورهم عن الله! ألا فليعلم هؤلاء أنهم إن آووا إلى فراشهم لابسين لباس النوم، فاستتروا بظلام الليل والنوم وطى ما فى الصدور، فإن الله عليم بهم، فى سرهم وعلنهم، لأنه يعلم ما يصاحب الصدور ويطوى فيها.
٦ - ولْيعْلم هؤلاء أن قدرة الله ونعمه وعلمه شاملة لكل شئ، فلا توجد دابة تتحرك فى الأرض إلا وقد تكَفَّل الله سبحانه برزقها المناسب لها فى مختلف البيئات تفضلاً منه، ويعلم مكان استقرارها فى حال حياتها، والمكان الذى تودع فيه بعد موتها.. كل شئ من ذلك مسجل عنده سبحانه فى كتاب موضح لأحوال ما فيه.
٧ - والله خلق السموات والأرض وما فيهما فى ستة أيام، ومن قبل ذلك لم يكن الوجود أكثر من عالم الماء، ومن فوقه عرش الله. وقد خلق الله هذا الكون ليظهر بالاختبار أحوالكم - أيها الناس - ليظهر منكم من يقبل على الله بالطاعة والأعمال الحسنة، ومن يُعرض عن ذلك.. ومع هذه القدرة الخالقة إن قلت لهم مؤكداً: أنهم سيبعثون من قبورهم، وأنهم خلقوا ليموتوا ويُبعثوا، سارعوا إلى الرد عليك مؤكدين أن هذا الذى جئتهم به لا حقيقة له، وما هو إلا كالسحر الواضح الذى يلعب بالعقول.