٨٧ - قالوا ساخرين مستهزئين: يا شعيب، أصلاتك هى التى تأمرك أن تحملنا على ترك ما كان يعبد آباؤنا من الأصنام، وعلى أن نمتنع عن التصرف فى أموالنا كما نريد مما نرى فيه مصلحتنا؟ إن ذلك غاية السَّفه والطيش. ولا يتفق مع ما نعرفه عنك من العقل وسداد الرأى، فأنت المعروف بكثرة الحلم والرشد.
٨٨ - قال: يا قوم: أخبرونى إن كنت على حُجة واضحة ويقين من ربى، ورزقنى رزقاً حسناً تفضلا منه، أيصح لى أن أكتم ما أمرنى بتبليغه لكم، من ترك عبادة الأصنام، وطلب إيفاء الكيل والميزان، وترك الفساد فى الأرض؟ وأنا لا أريد أن أتجه إلى فعل ما أنهاكم عنه من ذلك، ما أريد بموعظتى ونصيحتى وأمْرى ونهيى إلا الإصلاح قدر طاقتى وجهدى واستطاعتى، وما كنت موفّقاً لإصابة الحق إلا بمعونة الله وتأييده وتسديده، عليه - وحده - أعتمد، وإليه - وحده - أرجع.
٨٩ - ويا قوم لا يحملنكم الخلاف بينى وبينكم على العناد والإصرار على الكفر، فيصيبكم ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح، وما عهد قوم لوط ومكانهم وهلاكهم ببعيد عنكم، فاعتبروا بهم حتى لا يصيبكم ما أصابهم.
٩٠ - واطلبوا من الله أن يغفر لكم ذنوبكم، ثم ارجعوا إليه نادمين مستغفرين كلما وقع الذنب منكم، إن ربى كثير الرحمة محب ودود، يغفر للتائبين ويحب الأوَّابين.
٩١ - قالوا: يا شعيب ما نعقل كثيراً مما تقوله لنا، ونؤكد لك أننا نراك بيننا ضعيفاً لا قدرة لك على الدفاع، وعلى الإقناع، إن أردنا بك ما تكره، ولولا مجاملتنا لعشيرتك، لأنها على ديننا، لقتلناك رجماً بالحجارة، وما أنت علينا بعزيز حتى نجلَّك ونحترمك ونكرمك ونصونك عن القتل بالرجم، وإنما هى المجاملة لعشيرتك تمنعنا عن قتلك.