٣ - نحن نلقى عليك - أيها النبى - أحسن القصص بإيحائنا إليك هذا الكتاب، وقد كنت قبل تلقيه من الذين غفلوا عما فيه، وعما اشتمل عليه من عظات وآيات بينات.
٤ - من ذلك القصص - أيها النبى - قصة يوسف، إذ قال لأبيه: يا أبت، إنى رأيت فى منامى أحد عشر كوكباً، والشمس والقمر، رأيتهم جميعاً خاضعين لى ساجدين أمامى.
٥ - قال أبوه: يا بُنى، لا تَحْك لإخوتك هذه الرؤيا، فإنها تثير فى نفوسهم الحسد، فيغريهم الشيطان بتدبير الحيل ضدك. يحتالون للكيد لك ويمكرون بك، إن الشيطان للإنسان عدو ظاهر العداوة.
٦ - وكما رأيت نفسك فى المنام سيداً مطاعاً، ذا شرف وسلطان، يصطفيك ربك ويختارك ويعلمك تفسير الرؤى، وبيان ما تؤول إليه، فيعظم قدرك وذكرك، ويتم الله نعمته عليك، وعلى آل يعقوب، بالنبوة والرسالة كما أتمها على أبويك من قبل أبيك يعقوب، وهما إبراهيم وإسحاق، إن ربك كثير الحكمة فلا يخطئ، كثير العلم فيصطفى من عباده من يعلم أنه أهل للاصطفاء.
٧ - لقد كان فى قصة يوسف وإخوته دلائل وعبر، للسائلين عنها والراغبين فى معرفتها.
٨ - إذ قال إخوة يوسف لأبيه فيما بينهم: لَيوسف وأخوه الشقيق أحب إلى أبينا منا، ونحن جماعة قوية هى أنفع له منهما، إن أبانا بإيثاره يوسف وأخاه علينا لفى خطأ وبعد عن الحق، والصواب واضح، ظاهر الوضوح.