٤٠ - ما تعبدون من غير الله إلا أسماء أطلقتموها أنتم وآباؤكم على أوهام لا وجود لها، ما أنزل الله بتسميتها آلهة من حُجة وبرهان، ما الحكم فى أمر العبادة وفيما يصح أن يعبد وما لا تصح عبادته، إلا لله أمر ألا تخضعوا لغيره وأن تعبدوه - وحده - ذلك الدين السليم القويم الذى تهدى إليه الأدلة والبراهين، ولكن أكثر الناس لا يسترشدون بهذه الأدلة، ولا يعلمون ما هم عليه من جهل وضلال.
٤١ - يا صاحبى فى السجن، إليكما تفسير مناميكما: أمَّا أحدكما الذى عصر العنب فى رؤياه فيخرج من السجن ويكون ساقى الخمر للملك، وأما الثانى فيُصلَب ويُترك مصلوباً فتقع عليه الطير وتأكل من رأسه، تم الأمر على الوجه الذى بينته فيما تطلبان فيه تأويل الرؤيا.
٤٢ - وقال للذى توقع النجاة منهما: اذكرنى عند الملك - بصفتى وقصتى - عساه ينصفنى وينقذنى مما أعانيه، فشغله الشيطان وأنساه أن يذكر للملك قصة يوسف، فمكث يوسف فى السجن سنين لا تقل عن ثلاث.
٤٣ - وقال الملك: إنى رأيت فى منامى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ضعاف، ورأيت سبع سنبلات خضر، وسبع سنبلات أخر يابسات.. يا أيها الكبراء من العلماء والحكماء أفتونى فى رؤياى هذه إن كنتم تعرفون تفسير الرؤى وتفتون فيها.
٤٤ - قالوا: هذه أخلاط أحلام باطلة، ووساوس تهجس فى النفس، وما نحن بتفسير الأحلام الباطلة بعالمين.
٤٥ - وقال الذى نجا من صاحبى يوسف فى السجن، وتذكَّر بعد مضى مدة طويلة وصية يوسف، أنا أخبركم بتأويل الحديث الذى ذكره الملك، فأرسلونى إلى من عنده علم بتأويله آتكم بنبئه.


الصفحة التالية
Icon