١٠١ - واتجه يوسف إلى اللَّه، يشكره بإحصاء نعمه عليه، ويرجوه المزيد من فضله، قائلا: يا رب ما أكثر نعمك علىَّ، وما أعظمها، لقد منحتنى من الملك ما أحمدك عليه، ووهبتنى من العلم بتفسير الأحلام ما وهبت، يا خالق السموات والأرض وبارئهما، أنت مالك أمرى ومتولى نعمتى فى محياى وبعد مماتى، اقبضنى إليك على ما ارتضيت لأنبيائك من دين الإسلام، وأدخلنى فى زمرة من هديتهم إلى الصلاح من آبائى وعبادك الصالحين المخلصين.
١٠٢ - ذلك الذى قصصنا عليك - أيها النبى - من أخبار الماضى السحيق، لم يأتك إلا بإيحاء منا، وما كنت حاضرا إخوة يوسف وهم يدبرون له من المكائد وما علمت بكيدهم إلا عن طريقنا.
١٠٣ - وفى أغلب الطباع مرض يجعلها غير قابلة لتصديق ما أوحى إليك مهما تعلق قلبك بأن يؤمنوا أو أجهدت نفسك أن يكونوا من المهتدين.
١٠٤ - وما نقصد بما تحدثهم به من أحاديث الهدى نيل الجزاء أو منفعة، فإن لم يهتدوا فلا تحزن عليهم، وسيهدى اللَّه قوما غيرهم، فما أنزلناه إليهم خاصة، وما هو إلا موعظة وعبرة لكل من خلق اللَّه فى السموات والأرض.
١٠٥ - وما أكثر الدلائل على وجود الخالق ووحدانيته وكماله، الثابتة فى السموات والأرض، يشاهدها قومك ويتولون عنها مكابرين غير معتبرين.
١٠٦ - وفيهم مصدقون باللَّه معترفون بربوبيته وأنه خالق كل شئ، ولكن إيمان أكثرهم لا يقوم على أساس سليم من التوحيد، فلا يعترفون بوحدانية اللَّه اعترافاً خالصاً، ولكنه مقترن فى نفوسهم بشوائب تسلكهم فى مسلك المشركين.
١٠٧ - أتَّخذوا عند اللَّه عهدا بعدم تعذيبهم، فضمنوا الأمن والسلامة من أن يصيبهم اللَّه بعذاب غامر، ويغشاهم بنقمته، كما فعل بأسلافهم من قبل؟ أو أن تفاجئهم القيامة وتبغتهم وهم مقيمون على الشرك والكفر ثم يكون مصيرهم إلى النار؟!.