٥٨ - وهم إذا خُبِّر أحدهم بأنه ولدت له أنثى، صار وجهه مسودا من الحزن وهو مملوء غيظاً يكظمه.
٥٩ - يحاول الاختفاء عن أعين الناس، لئلا يروا كآبته من الألم الذى أصابه من وجود المولود الذى أخبروه به، وتستولى عليه حيرة. أيبقيه حياً مع ما يلحقه من الهوان على ذلك فى زعمه؟! أم يدفنه فى التراب وهو حى حتى يموت تحته؟ تنبه - أيها السامع - لفظاعة عمل هؤلاء. وقبح حكمهم الذى ينسبون فيه لله ما يكرهون أن ينسب إلى أنفسهم.
٦٠ - الذين لا يؤمنون بالآخرة وما فيها من ثواب وعقاب الحال التى تسوء، وهى الحاجة إلى الأولاد الذكور وكراهة الإناث، ولله الصفة العليا، وهو الغنى عن كل شئ، فلا يحتاج إلى الولد، وهو الغالب القوى الذى لا يحتاج إلى معين.
٦١ - ولو يعجل الله عقاب الناس بما ارتكبوا من ظلم، ما ترك على ظهر الأرض دابة، ولكنه بحلمه وحكمته يؤخر الظالمين إلى وقت عيَّنه، وهو وقت انتهاء آجالهم، فإذا جاء هذا الوقت لا يتأخرون عنه لحظة كما لا يتقدمون عليه لحظة.
٦٢ - وينسب المشركون إلى الله ما يكرهون أن ينسب إليهم من البنات والشركة، وتنطق ألسنتهم الكذب، إذ يزعمون مع ذلك أن لهم فى الدنيا الغنى والسلطان الذى يقيهم العذاب، وأن لهم الجنة كذلك. والحق أن لهم النار، وأنهم مسوقون إليها قبل غيرهم.


الصفحة التالية
Icon