٤٠ - واعلم يا موسى سابق عنايتنا بك حين مشت أختك ترقب أمرك، فلما صرت فى قصر فرعون، ورأتهم يبحثون لك عن مُرْضِع دلَّتهم على أمك، فرددناك إليها لتفرح بحياتك وعودتك، ولتكف عن الحزن والبكاء، ولما كبرت وقتلت خطأ رجلا من قوم فرعون نجيناك من الغم الذى لحق بك، وخلَّصناك من شرهم، فذهبت إلى مدين ومكثت فيها سنين عدة، ثم عدت من مدين فى الموعد الذى قدرناه لإرسالك.
٤١ - واصطفيتك لوحيى وحمل رسالتى.
٤٢ - اذهب مع أخيك مُؤَيَّدين بمعجزاتى الدالة على النبوة والرسالة، ولا تضْعُفا فى تبليغ رسالتى، ولا تغفلا عن ذكرى والاستعانة بى.
٤٣ - اذهب مع أخيك هارون إلى فرعون، إنه كافر تجاوز الحد فى كفره وطغيانه.
٤٤ - فادعواه إلى الإيمان بى فى رفق ولين، راجين أن يتذكر ما غفل عنه من الإيمان، ويخشى عاقبة كفره وطغيانه.
٤٥ - فتضرع موسى وهارون إلى الله قائلين: يا ربنا إننا نخشى أن يُبادرنا فرعون بالأذى، ويتجاوز الحد فى الإساءة.
٤٦ - فطمأنهما الله بقوله: لا تخافا فرعون، إننى معكما بالرعاية والحفظ، سميع لما يقول، مبصر لما يفعل، فلا أمكِّنه من إيذائكما.
٤٧ - فاذهبا إلى فرعون فقولا له: إننا رسولان إليك من ربك، جئنا ندعوك إلى الإيمان به، وأن تطلق بنى إسرائيل من الأسر والعذاب، قد أتيناك بمعجزة من الله تشهد لنا بصدق ما دعوناك إليه، وبالأمان من عذاب الله وغضبه لمن اتبع هداه.
٤٨ - وإن الله قد أوحى إلينا أن عذابه الشديد واقع على من كذبنا وأعرض عن دعوتنا.
٤٩ - قال فرعون فى طغيانه وجبروته: فَمَنْ ربكما يا موسى؟.


الصفحة التالية
Icon