٥٨ - وإنا سنبطل سحرك من عندنا، فاجعل بيننا وبينك موعداً نلتقى فيه، ولا يتخلف منا أحد.
٥٩ - فأجابه موسى: موعدنا يوم عيدكم الذى تتزينون فيه مبتهجين به، فيجتمع الناس فى ضحى ذلك اليوم، ليشهدوا ما يكون بيننا وبينكم.
٦٠ - فانصرف فرعون وتولى الأمر بنفسه، فجمع وسائل تدبيره، وعِلْيَة من السحرة، وأدوات السحر، ثم حضر فى الموعد بكل ذلك.
٦١ - قال لهم موسى يحذرهم هلاك الله وعذابه، وينهاهم عن اختلاق الكذب، بزعمهم ألوهية فرْعون وتكذيبهم رسل الله، وإنكارهم المعجزات، وهددهم بأن الله يستأصلهم بالعذاب إن استمروا على هذا، ويؤكد خسران من افترى الكذب على الله.
٦٢ - فذعروا من تحذير موسى، وتفاوضوا سرا فيما بينهم متجاذبين وكلٌّ يشير برأى فيما يلْقَون به موسى.
٦٣ - وأجمعوا فيما بينهم على أن موسى وهارون ساحران، يعملان على إخراجهم من بلادهم، بإخراج السلطان من أيديهم، وذلك بالسحر ليتمكن بنو إسرائيل فيها، وليبطلا عقيدتهم الطيبة فى زعمهم.
٦٤ - فاجعلوا ما تكيدون به موسى أمراً متفقاً عليه، ثم احضروا مُصْطَفِّين، لتكون لكم فى نفوس الرائين الهيبة والغلبة، وقد فاز اليوم من غلب.
٦٥ - واجه السحرة موسى برأى واحد، وخيَّروه فى شموخ واعتزاز، بَيْن أن يبدأ فيلقى عصاه، أو أن يكونوا هم البادئين.