١١١ - وذَلّت وجوه فى هذا اليوم، وخضعت للحى الذى لا يموت، القائم بتدبير أمور خلقه، وقد خسر النجاة والثواب فى اليوم الآخر من ظلم نفسه فى الدنيا فأشرك بربه.
١١٢ - ومن يعمل من الطاعات وهو مصدق بما جاء به - محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو لا يخاف أن يزاد فى سيئاته، أو ينقص من حسناته.
١١٣ - ومثل هذا البيان الحق الذى سلف فى هذه السورة - فى تمجيد الله وقصة موسى، وأخبار القيامة - أنزل الله هذا الكتاب قرآناً عربى البيان، وصرف القول فى أساليب الوعيد ووجوهه، لينتهوا عما هم فيه من العصيان، وليجدد القرآن لهم عظة واعتبارا.
١١٤ - فارتفع عن الظنون، وتنزَّه عن مشابهة الخلق، المَلِكُ الذى يحتاج إليه الحاكمون والمحكومون، المحق فى ألوهيته وعظمته، ولا تعجل يا محمد بقراءة القرآن من قبل أن يفرغ المَلَك من إلقائه إليك، وقل: رب زدنى علما بالقرآن ومعانيه.
١١٥ - ولقد وصينا آدم - أيها الرسول - من أول أمره، ألا يخالف لنا أمراً، فنسى العهد وخالف، ولم نجد له أول أمره عزماً وثيقاً، وتصميماً قوياً يمنع من أن يتسلل الشيطان إلى نفسه بوسوسته.
١١٦ - واذكر - أيها الرسول - حين أمر الله الملائكة بتعظيم آدم على وجه أراده سبحانه، فامتثلوا، لكن إبليس - وهو معهم وكان من الجن - خالف وامتنع، فأخرج وطُرِد!
١١٧ - فخاطب الله آدم قائلا: إن هذا الشيطان الذى خالف أمرنا فى تعظيمك عدو لك ولحواء - زوجتك - فاحذروا وسوسته بالمعصية، فيكون سبباً فى خروجكما من الجنة، فتشقى يا آدم فى الحياة بعد الخروج من الجنة.