٢٨ - ليحصلوا على منافع دينية لهم بأداء فريضة الحج، ومنافع دنيوية بالتعارف مع إخوانهم المسلمين، والتشاور معهم فيما ينفعهم فى دينهم ودنياهم، وليذكروا اسم الله فى يوم عيد النحر والأيام الثلاثة بعده على ذَبْح ما رزقهم ويسر لهم من الإبل والبقر والغنم، فكلوا منها ما شئتم وأطعموا الذى أصابه.
٢٩ - ثم عليهم بعد ذلك أن يُزيلوا من أجسامهم ما علق بها أثناء الإحرام، من آثار العرق وطول السفر، ويصرفوا ما نذروه لله إن كانوا قد نذروا شيئاً، ويطوفوا بأقدم بيت بُنى لعبادة الله فى الأرض.
٣٠ - ومَنْ يلتزم أوامر الله ونواهيه فى حجه تعظيماً لها فى نفسه كان ذلك خيراً له فى دنياه وآخرته، وقد أحل الله لكم أكل لحوم الإبل والبقر والغنم إلا فى حالات تعرفونها مما يُتْلى عليكم فى القرآن كالميتة وغيرها، فاجتنبوا عبادة الأوثان لأن عبادتها قذارة عقلية ونفسية لا تليق بالإنسان، واجتنبوا قول الزور على الله وعلى الناس.
٣١ - وكونوا مخلصين لله حريصين على اتِّباع الحق غير متخذين أى شريك لله فى العبادة، فإن من يُشْرِك بالله فقد سقط من حصن الإيمان، وتنازعته الضلالات، وعرَّضَ نفسه لأبشع صورة من صور الهلاك، وكان حاله حينئذ كحال الذى سقط من السماء فتمزق قِطَعاً تخاطفتها الطيور فلم يَبْقَ له أثر، أو عصفت به الريح العاتية فشتَّتت أجزاءه، وَهَوتْ بكل جزء منه فى مكان بعيد.
٣٢ - إن مَنْ يُعظِّم دين الله وفرائض الحج وأعماله والهدايا التى يسوقها إلى فقراء الحرم، فيختارها عظيمة سِماناً صِحاحاً لا عيب فيها فقد اتقى الله، لأن تعظيمها أثر من آثار تقوى القلوب المؤمنة، وعلامة من علامات الإخلاص.
٣٣ - لكم فى هذه الهدايا منافع دنيوية، فتركبونها وتشربون لبنها إلى وقت ذبحها، ثم لكم منافعها الدينية كذلك حينما تذبحونها عند البيت الحرام تَقَرُّباً إلى الله.