٥٤ - وليزداد الذين أوتوا علم الشرع والإيمان به إيماناً وعلماً، بأن ما يقوله الرسل والأنبياء إنما هو الحق المنزَّل من عند الله، وإن الله ليتولى المؤمنين دائماً بعنايته فى المشاكل التى تمر بهم، فيهديهم إلى معرفة الطريق المستقيم فيتبعونه.
٥٥ - والذين كفروا لا يوفَّقون فيستمرون على شكهم فى القرآن حتى يأتيهم الموت، أو يأتيهم عذاب يوم لا خير لهم فيه ولا رحمة، وهو يوم القيامة.
٥٦ - حيث يكون السلطان القاهر والتصرف المطلق للَّه - وحده - فى هذا اليوم الذى يحكم فيه بين عباده، فالذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة يخلدون فى جنات تتوافر لهم فيها كل صنوف النعيم.
٥٧ - والذين كفروا وكذبوا بآيات القرآن التى أنزلناها على محمد، أولئك لهم عذاب يلقون فيه الذل والهوان.
٥٨ - والذين تركوا أوطانهم لإعلاء شأن دينهم يبتغون رضا اللَّه، ثم قُتِلوا فى ميدان الجهاد، أو ماتوا على فراشهم، يجزيهم اللَّه أحسن الجزاء، وإن اللَّه لهو خير من يعطى الثواب الجزيل.
٥٩ - ولينزلنهم فى الجنة درجات يرضونها ويسعدون بها، وإن اللَّه لعليم بأحوالهم فيجزيهم الجزاء الحسن، حليم يتجاوز عن هفواتهم.
٦٠ - ذلك شأننا فى مجازاة الناس: لا نظلمهم، والمؤمن الذى يقتص ممن جنى عليه، ويجازيه بمثل اعتدائه دون زيادة، ثم يتمادى الجانى فى الاعتداء عليه بعد ذلك، فإن اللَّه يعطى عهدا مؤكدا بنصره على من تعدى عليه، وإن اللَّه لكثير العفو عمن جازى بمثل ما وقع عليه، فلا يؤاخذه به، كثير المغفرة فيستر هفوات عبده الطائع ولا يفضحه يوم القيامة.