١١ - إن الذين اخترعوا الكذب الصارف عن كل هداية بالنسبة لعائشة زوج النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذ أشاعوا حولها الإفك والكذب - هم جماعة ممن يعيشون معكم، لا تظنوا هذه الحادثة شراً لكم بل هى خير لكم، لأنها ميَّزت المنافقين من المؤمنين الخالصين، وأظهرت كرامة المبرئين منها، والمتألمين، ولكل شخص من هذه الجماعة المتهمة جزاؤه على مقدار اشتراكه فى هذا الاتهام، ورأس هذه الجماعة له عذاب عظيم لعظم جرمه.
١٢ - كان مقتضى الإيمان أنكم عند سماع خبر التهمة؛ أن يظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً من العفاف والطهر، وأن يقولوا فى إنكار: هذا كذب واضح البطلان، لتعلقه بأكرم المرسلين وأكرم الصديقات.
١٣ - هلاَّ أحضر القائمون بالاتهام أربعة شهود يشهدون على ما قالوا؟ إنهم لم يفعلوا ذلك. وإذ لم يفعلوا فأولئك فى حكم الله هم الكاذبون.
١٤ - ولولا تفضل الله عليكم ببيان الأحكام، ورحمته لكم فى الدنيا بعدم التعجيل بالعقوبة وفى الآخرة بالمغفرة لنزل بكم عذاب عظيم بسبب الخوض فى هذه التهمة.
١٥ - فقد تناقلتم الخبر بألسنتكم وأشعتموه بينكم، ولم يكن عندكم علم بصحته، وتظنون أن هذا العمل هين، لا يعاقب الله عليه، أو يكون عقابه يسيراً مع أنه خطير يعاقب الله عليه أشد العقاب.
١٦ - وكان ينبغى عند سماع هذا القول الباطل أن تنصحوا بعدم الخوض فيه، لأنه غير لائق بكم، وأن تتعجبوا من اختراع هذا النوع القبيح الخطير من الكذب.
١٧ - وأن الله ينهاكم أن تعودوا لمثل هذه المعصية البتَّة إن كنتم مؤمنين حقاً، لأن وصف الإيمان يتنافى معها.
١٨ - وينزل الله لكم الآيات الدالة على الأحكام واضحة جلية. والله واسع العلم لا يغيب عنه شئ من أعمالكم، وهو الحكيم فى كل ما يشرع ويخلق، فكل شرعه وخلقه على مقتضى الحكمة.


الصفحة التالية
Icon