٤٦ - لقد أنزلنا بالوحى آيات واضحات تبين الأحكام والعظات، وتضرب الأمثال، والله يوفق إلى الخير من يشاء من عباده الذين استعدوا للنظر فيها والإفادة منها.
٤٧ - والمنافقون يقولون بألسنتهم: آمنا بالله وبالرسول وأطعنا أوامرهما. وعند اختبارهم يعرض فريق منهم عن مشاركة المسلمين فى أعمال الخير كالجهاد وغيره، بعد قولهم هذا، وهؤلاء ليسوا بمؤمنين مخلصين، ولا جديرين بإطلاق اسم المؤمنين عليهم.
٤٨ - ومن أحوالهم أنهم إذا طلبوا إلى التحاكم أمام الرسول بمقتضى ما أنزل الله، ظهر نفاق بعضهم فرفضوا التحاكم إذا عرفوا أن الحق فى جانب خصومهم.
٤٩ - أما إذا عرفوا أن الحق فى جانبهم، فهم يأتون إلى الرسول مسرعين ليحكم بينهم وبين خصومهم.
٥٠ - ولماذا يقفون هذا الموقف من التحاكم أمام الرسول؟ ألأنَّ نفوسهم مريضة بالعمى فلا تخضع لحكمك الحق، أم لأنهم شكوا فى عدالة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فى الحكم؟ لا شئ من ذلك أصلاً، ولكنهم هم الظالمون لأنفسهم ولغيرهم بسبب كفرهم ونفاقهم وعدولهم عن الحق.
٥١ - إنما كان القول الحق للمؤمنين الصادقين إذا دعوا إلى التحاكم بمقتضى ما جاء عن الله ورسوله أن يقولوا قابلين مذعنين: سمعنا دعوتك يا محمد ورضينا حكمك، وهؤلاء يكونون أهل فلاح فى دنياهم وأُخراهم.
٥٢ - ومن يطع الله، ويرض بما يأمر به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ويخش ذات الله العلية، ويستحضر جلاله ويتق غضبه، فأولئك هم الفائزون برضا الله ومحبته، ونعيم الجنة، والفائزون بالخير المطلق.
٥٣ - وأقسم المنافقون بالله أقصى ما يكون من إيمان مغلظة، إنك يا محمد إن أمرتهم بالخروج معك للغزو أطاعوا، قل لهم: لا تحلفوا فالأمور المطلوبة منكم معروفة لكم لا ينكرها أحد منكم، ولا ينفى العلم بها إيمان تكذبون فيها، وإن الله لمطلع تمام الاطلاع على كل ما يقع منكم ومجازيكم عليه.


الصفحة التالية
Icon