٢٠٤ - قال تعالى: أَغَرَّ كفار مكة إمْهالى فيستعجلون نزول العذاب؟! يريد سبحانه تسفيه عقولهم بسبب استعجالهم العذاب إثر تكرار إنذارهم وتخويفهم.
٢٠٥ - أفكَّرتَ فعلمتَ أننا متعناهم بالحياة سنين طويلة مع طيب العيش؟
٢٠٦ - ثم نزل بهم العذاب الموعود.
٢٠٧ - ما يدفع عنهم تمتعهم بطول العمر وطيب العيش من عذاب الله شيئاً، فعذاب الله واقع عاجلاً أو آجلاً، ولا خير فى نعيم يعقبه عذاب.
٢٠٨ - وسُنّتنا فى الأمم جميعاً أننا لم ننزل هلاكاً بأمة إلا بعد أن نرسل إليها رسلا ينذرونها إلزاماً للحجة.
٢٠٩ - تذكرة وعبرة، وما كان شأننا الظلم فنعذب أمة قبل أن نبعث إليها رسولا.
٢١٠ - نفى القرآن ما قاله كفار مكة من أن لمحمد تابعاً من الجن، يلقى القرآن إليه فقال: وما تنزلت الشياطين بهذا القرآن.
٢١١ - وما يجوز لهم أن ينزلوا به، وما يستطيعون ذلك.
٢١٢ - إنهم عن سماع القرآن الذى ينزل به الوحى على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لمحجوبون.
٢١٣ - فتوجه إلى الله مستمراً على إخلاصك له فى العبادة، ولا تهتم بفساد زعم المشركين وسوء مسلكهم. ودعوة الرسول إلى هذا اللون من الإخلاص دعوةٌ لأفراد أمته جميعاً.
٢١٤ - وخوِّف بالعذاب على الشرك والمعاصى الأقرب فالأقرب من عشيرتك.
٢١٥ - وأَلِنْ جانبك لمن أجاب دعوتك بالإيمان.
٢١٦ - فإن عصوك ولم يتبعوك، فتبرأ منهم ومن أعمالهم، من الشرك وسائر المعاصى.
٢١٧ - وفوض أمرك إلى القوى القادر على قهر أعدائك بعزته، وعلى نصرتك ونصرة كل مخلص فى عمله برحمته.


الصفحة التالية
Icon