١٢ - وأدخل يدك فى فتحة ثوبك تخرج بيضاء من غير برص، فى جملة تسع معجزات، مرسلا إلى فرعون وقومه، إنهم كانوا قوما خارجين عن أمر اللَّه كافرين.
١٣ - فلما جاءت هذه المعجزات واضحة ظاهرة قالوا: هذا سحر واضح بيِّن.
١٤ - وكذبوا بها منكرين لدلالتها على صدق الرسالة، وقد وقع اليقين فى قلوبهم، ولكنهم لم يذعنوا لاستعلائهم بالباطل وطغيانهم، فانظر - أيها النبى - كيف كانت عاقبة الذين دأبوا على الفساد، فكفروا بالمعجزات وهى واضحة؟
١٥ - هذا طغيان فرعون بسبب ملكه، فانظر إلى السلطان العادل، سلطان الحكم وسلطان النبوة فى داود وابنه سليمان - عليهما السلام - لقد آتيناهما علماً كثيراً بالشريعة ودراية بالأحكام، فأقاما العدل وحمدا الله الذى منحهما فضلاً على كثير من عباده الصادقين المذعنين للحق.
١٦ - وقد آل الملك والحكم من داود إلى سليمان ابنه، وقال: يا أيها الناس عُلِّمنا لغة الطير، وأوتينا كثيرا مما نحتاج إليه فى سلطاننا: إن هذه النعم لهى الفضل الواضح الذى خصنا الله به.
١٧ - وجمع لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فى صعيد واحد، فهم بحبس أولهم على آخرهم حتى يكونوا جيشاً منظماً خاضعاً.
١٨ - حتى إذا بلغوا وادى النمل قالت نملة: يا أيها النمل ادخلوا مخابئكم، لكيلا تميتكم جنود سليمان وهم لا يحسون بوجودكم.