٤٢ - وجعلناهم فى هذه الدنيا مطرودين من رحمتنا، ويوم القيامة هم من المهلكين. وما حكى فى الآيتين بشأنهم دليل على غضب الله.
٤٣ - ولقد أنزل الله التوراة على موسى بعد أن أهلك المكذبين من الأمم السابقة لتكون نورا للقلوب، لأنها كانت مظلمة لا تعرف حقا وإرشادا، لأنهم كانوا يتخبطون فى الضلال، وطريقاً لنيل الرحمة لمن عمل بها، ليتعظوا بما فيها فيسارعوا إلى امتثال الأوامر واجتناب النواهى.
٤٤ - وما كنت - يامحمد - حاضرا مع موسى فى المكان الغربى من الجبل حين عهد الله إليه بأمر الرسالة، ولم تكن معاصرا لموسى ولا شاهدا تبليغه للرسالة، فكيف يكذب قومك برسالتك وأنت تتلوا عليهم أنباء السابقين؟.
٤٥ - ولكنا خلقنا أمماً كثيرة فى أجيال طال عليها الزمن فنسوا ما أخذه عليهم من العهود، ولم تكن - أيها الرسول - مقيما فى مدين حتى تخبر أهل مكة بأنبائهم، ولكنا أرسلناك وأخبرناك بها من طريق الوحى.
٤٦ - وما كنت - أيها الرسول - حاضرا فى جانب الطور حين نادى الله موسى واصطفاه لرسالته، ولكن الله أعلمك بهذا من طريق الوحى رحمة بك وبأمتك، لتبلغه قوما لم يأتهم رسول من قبلك لعلهم يتذكرون.
٤٧ - ولولا أن الكفار حين تصيبهم عقوبة بسبب كفرهم يعتذرون ويحتجون قائلين: ربنا لم ترسل إلينا رسولا نؤمن ونُذعن لمعجزاته ونكون من المؤمنين، ما كانت رسالات الرسل.