١٠ - ومن الناس من يقول بلسانه: آمنا، فإذا أصابه أذى فى سبيل الله جزع وفُتن عن دينه، ولم يفكر فى عذاب الله يوم القيامة، فكأنه جعل إيذاء الناس كعذاب الله فى الآخرة. إذا نصر الله المؤمنين على عدوهم فغنموا منهم جاء هؤلاء المتظاهرون بالإيمان، وقالوا للمسلمين: إنا كنا معكم فى الإيمان، فأعطونا نصيباً من الغنيمة. لا ينبغى أن يظن هؤلاء أن أمرهم خافٍ على الله، فالله أعلم بما فى صدور الناس من نفاق وإيمان.
١١ - وليظهرنَّ الله للناس سابق علمه، فيُمَيِّزُ بين المؤمنين والمنافقين، ويجازى كلا بما عمل.
١٢ - وكان زعماء الشرك يقولون للذين دخلوا فى الإسلام مخلصين: كونوا كما كنتم على ديننا، واتبعوا ما نحن عليه، وإذا كان هناك بعث وحساب تخشونه فنحن نحمل عنكم آثامكم. لن تحمل نفس وزر نفس أخرى، إن الكافرين لكاذبون فى وعدهم.
١٣ - وسوف يحمل الكفار أوزار أنفسهم الثقيلة، ويحملون معها مثل أوزار من أضلوهم وصرفوهم عن الحق، وسيحاسبون حتماً يوم القيامة على ما كانوا يختلقون فى الدنيا من الأكاذيب، ويعذبون بها.
١٤ - ولقد بعث الله نوحاً إلى قومه يدعوهم إلى التوحيد، فمكث يدعوهم تسعمائة وخمسين سنة وهم لا يستجيبون له، فأغرقهم الله بالطوفان وهم ظالمون لأنفسهم بالكفر.
١٥ - وحقق الله وعده لنوح، فأنجاه والمؤمنين الذين ركبوا معه السفينة، وجعل قصتهم عبرة لمن بعدهم.