٣٥ - إن المنقادين من الرجال والنساء، والمصدقين بالله ورسوله والمصدقات، والقائمين بالطاعة والقائمات، والصادقين فى أقوالهم وأعمالهم ونياتهم والصادقات، والصابرين على تحمل المشاق فى سبيل الله والصابرات، والمتواضعين لله والمتواضعات، والمتصدقين من مالهم على المحتاجين والمتصدقات، والصائمين الفرض والنفل والصائمات، والحافظين فروجهم عما لا يحل والحافظات، والذاكرين الله كثيرا بقلوبهم وألسنتهم والذاكرات. أعد الله لهم غفراناً لذنوبهم وثوابا عظيما على أعمالهم.
٣٦ - وما ساغ لمؤمن ولا لمؤمنة إذا حكم الله ورسوله فى أمر من الأمور أن يكون له خيار فيه بعد أن حكم الله ورسوله، ومن يخالف ما حكم به الله ورسوله فقد بَعُد عن طريق الصواب بُعْداً ظاهراً.
٣٧ - واذكر إذ تقول لزيد بن حارثة الذى أنعم الله عليه بهداية الإسلام، وأنعمت عليه بالتربية والعتق، أمسك عليك زوجك - زينب بنت جحش - واتق الله فيها، واصبر على معاشرتها، وتخفى فى نفسك ما الله مظهره من أنه سيطلقها وأنك ستتزوجها، وتخاف أن يُعيِّرك الناس، والله هو الجدير بأن تخافه، ولو كان فى ذلك مشقة عليك. فلما قضى زيد منها حاجته وطلقها تخلصاً من ضيق الحياة معها زوجناكها. لتكون قدوة فى إبطال هذه العادة المرذولة، ولا يتحرج المسلمين بعد ذلك من التزوج بزوجات من كانوا يتبنونهم بعد طلاقهن. وكان أمر الله الذى يريده واقعاً لا محالة.
٣٨ - ما كان على النبى من إثم فى عمل أمره الله به، سن الله سنته مع الأنبياء من قبل الا يحظر عليهم ما أباح لهم ووسع عليهم، وكان أمر الله قضاء مقضيا وحكماً مثبوتاً.
٣٩ - الذين يُبلِّغون إلى الناس رسالات الله كما أنزلها، ويخافونه ولا يخافون أحدا سواه، وكفى أن يكون الله هو الرقيب المحاسب.


الصفحة التالية
Icon