١٣ - يُدخل الليل فى النهار ويُدخل النهار فى الليل بطول ساعات أحدهما وقصرها فى الآخر. حسب أوضاع محكمة مدى الأعوام والدهور، وسخر الشمس والقمر لمنفعتكم، كل منهما يجرى إلى أجل معين ينتهى إليه. ذلك العظيم الشأن هو الله مدبِّر أموركم، له الملك - وحده - والذين تدعون من غيره آلهة تعبدونها ما يملكون من لفافة نواة، فكيف يستأهلون العبادة؟!
١٤ - إن تدعوا الذين تعبدونهم من دون الله لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا دعاءكم ما أجابوا شيئاً مما تطلبون، ويوم القيامة ينكرون إشراككم لهم مع الله، ولا يخبركم بهذا الخبر من أحوال الآخرة مثل عليم به علماً دقيقاً.
١٥ - يا أيها الناس: أنتم المحتاجون إلى الله فى كل شئ، والله هو الغنى - وحده - عن كل خلقه، المستحق للحمد على كل حال.
١٦ - إن يشأ الله إهلاككم أهلككم لتمام قدرته، ويأت بخلق جديد ترضاه حكمته.
١٧ - وما هلاككم والإتيان بغيركم بممتنع على الله.
١٨ - ولا تحمل نفس مذنبة إثم نفس أخرى، وإن تدع نفس مثقلة بالذنوب شخصاً ليحمل عنها لا يحمل هذا الشخص من ذنوبها شيئاً، ولو كان ذا قرابة بها، لاشتغال كل بنفسه، ولا يحزنك - أيها النبى - عناد قومك، إنما ينفع تحذيرك الذين يخافون ربهم فى خلواتهم، وأقاموا الصلاة على وجهها، ومن تطهر من دنس الذنوب فإنما يتطهر لنفسه، وإلى الله المرجع فى النهاية، فيعامل كلا بما يستحق.