٤١ - إن الله هو الذى يمنع اختلال نظام السموات والأرض، ويحفظهما بقدرته من الزوال، ولئن قدِّر لهما الزوال ما استطاع أحد أن يحفظهما بعد الله. إنه كان حليماً لا يُعجل بعقوبة المخالفين غفوراً لذنوب الراجعين إليه.
٤٢ - وأقسم الكافرون بالله غاية اجتهادهم فى تأكيد يمينهم: لئن جاءهم رسول ينذرهم ليكونن أكثر هداية من إحدى الأمم التى كذبت رسلها، فلما جاءهم رسول منهم ينذرهم ما زادهم بإنذاره ونصحه إلا نفوراً عن الحق.
٤٣ - نفروا استكباراً فى الأرض وأنفة من الخضوع للرسول والدين الذى جاء به، ومكروا مكر السيئ - وهو الشيطان الذى قادهم إلى الانصراف عن الدين ومحاربة الرسول - ولا يحيط ضرر المكر السيئ إلا بمن دبروه، فهل ينتظرون إلا ما جرت به سنة الله فى الذين سبقوهم؟ فلن تجد لطريقة الله فى معاملة الأمم تغييراً يُطمِّع هؤلاء الماكرين فى وضع لم يكن لمن سبقوهم، ولن تجد لسنة الله تحويلا عن اتجاهها.
٤٤ - اقعدوا وأنكروا وعيد الله للمشركين، ولم يسيروا فى الأرض فينظروا بأعينهم آثار الهلاك الذى أنزل على من قبلهم عقاباً لتكذيبهم الرسل؟! وكان من قبلهم من الأمم أشد منهم قوة، فلم تمنعهم قوتهم من عذاب الله، وما كان ليعجزه من شئ فى السموات ولا فى الأرض. إنه واسع العلم عظيم القدر.
٤٥ - ولو يعاقب الله الناس فى الدنيا لعم العقاب، وما ترك على ظهر الأرض دابة، لصدور الذنوب منهم جميعاً، ولكن يؤخر عقابهم إلى زمن معين هو يوم القيامة، فإذا جاء أجلهم المضروب لهم فسيجازيهم بكل دقة، لأنه كان بأعمال عباده بصيراً، لا يخفى عليه شئ منها.