٣٠ - وأى مصيبة أصابتكم مما تكرهونه فبسبب معاصيكم، وما عفا عنه فى الدنيا أو آخذ عليه فيها، فالله أكرم من أن يعاقب به فى الآخرة، وبهذا تنزَّه عن الظلم واتصف بالرحمة الواسعة.
٣١ - ولستم بقادرين على أن تعجزوا الله عن إنزال المصائب فى الدنيا عقاباً على معاصيكم، وإن هربتم فى الأرض كل مهرب، وليس لكم من دون الله من يتولاكم بالرحمة عند نزول البلاء، ولا من ينصركم بدفعه عنكم.
٣٢ - ومن دلائل قدرة الله السفن الجارية فى البحر كالجبال الشاهقة فى عظمتها.
٣٣ - إن يشأ الله يُسْكِن الريح فتظل السفن ثوابت على ظهر الماء لا تجرى بهم إلى مقاصدهم، إن فى سيرها ووقوفها بأمر الله لدلائل واضحة على قدرة الله، يعتبر بها المؤمنون الصابرون فى الضراء، الشاكرون فى السراء.
٣٤ - أو يهلكن بذنوب ركابها بإرسال الرياح العاصفة، وإن يشأ يعف عن كثير، فلا يعاقبهم بإسكان الريح، أو بإرسالها عاصفة مغرقة.
٣٥ - الله - سبحانه - فعل ذلك ليعتبر المؤمنون، ويعلم الذين يردون آياته بالباطل أنهم فى قبضته، ما لهم مهرب من عذاب الله.
٣٦ - لا تغتروا بمتاع الدنيا، فكل ما أعطيتموه - أيها الناس - من المال والبنين وسواهما فهو متاع لكم فى الحياة الدنيا، وما أعده الله من نعيم الجنة خير وأدْوم للذين آمنوا، وعلى خالقهم ومربيهم - وحده - يعتمدون.
٣٧ - والذين يبتعدون عن ارتكاب كبائر ما نهى الله عنه، وكل ما زاد قبحه من الذنوب، وإذا ما استفزوا بالإساءة إليهم فى دنياهم، هم - وحدهم - يبادرون بالصفح حتى كان ذلك علاجاً نافعاً.


الصفحة التالية
Icon