١١ - وشأن هؤلاء قوم فرعون والكافرين من قبلهم، كذَّبوا بآيات الله مع وضوحها فنكَّل الله بهم بسبب ما ارتكبوه من الذنوب، والله شديد العقاب.
١٢ - قل - يا أيها النبى - لهؤلاء الذين كفروا إنكم فى الدنيا ستهزمون وفى الآخرة ستعذبون، وتكون جهنم فِراشاً لكم وبئس الفِراش.
١٣ - لقد كان لكم آية بيِّنة وعبرة ظاهرة فى طائفتين من المحاربين التقتا يوم بدر، إحداهما مؤمنة تحارب لإعلاء كلمة الله ونشر الحق، والأخرى كافرة تحارب فى سبيل الأهواء والشهوات، فكان من تأييد الله للمؤمنين أن جعل الكافرين يرونهم ضعف عددهم الحقيقى، وبذلك وقع الرعب فى قلوب الكفار فانهزموا، والله يمنح نصره لمن يشاء. وإن فى ذلك لعبرة لأصحاب البصائر الرشيدة التى لا تنحرف فى إدراكها عن الحق.
١٤ - إن البشر جبلوا على حب الشهوات التى تتمثل فى النساء والبنين والكثرة من الذهب والفضة، والخيل الحسان المعلَّمة، والأنعام التى منها الإبل والبقر والغنم، وتتمثل أيضاً فى الزرع الكثير. لكن ذلك كله متاع الحياة الدنيا الزائلة الفانية، وهو لا يُعد شيئاً إذا قيس بإحسان الله إلى عباده الذين يجاهدون فى سبيله عند أوبتهم إليه فى الآخرة.
١٥ - قل يا أيها النبى: أأخبركم بما هو خير من ذلك الذى زُيِّن للناس فى الدنيا؟، إن للذين اتقوا ثواباً مضموناً - عند ربهم، هو جنات تجرى من تحت ظلال أشجارها الأنهار، يتمتعون بالحياة الطيبة فيها لا يساورهم خوف من زوال نعيمها إذ كتب لهم الخلود فيها، وأزواج طاهرة نقية من كل ما يشين نساء الدنيا، ورضاء من الله يشعرون فى ظله بنعيم أكبر، والله مطلع على أحوال عباده لا يخفى عليه أمر أو سر من أمورهم وأسرارهم.