٥٢ - قال فرعون - مبالغة فى الطغيان -: بل أنا خير من هذا الذى هو ضعيف ذليل، ولا يُكاد يُبين دعواه بلسان فصيح.
٥٣ - وقال أيضاً - محرضاً على تكذيب موسى -: فهلا ألقى عليه ربه أسْورة من ذهب ليلقى إليه بمقاليد الأمور، أو أعانه بملائكة يؤيدونه إن كان صادقاً فى دعواه الرسالة؟
٥٤ - فاستفز فرعون قومه بالقول، وأثر فيهم هذا التمويه، فأطاعوه فى ضلاله، إنهم كانوا قوماً خارجين عن دين الله القويم.
٥٥ - فلما أغضبونا أشد الغضب - بإفراطهم فى الفساد - انتقمنا منهم بإغراقهم أجمعين.
٥٦ - فجعلنا فرعون وقومه قدوة للكافرين بعدهم فى استحقاق مثل عقابهم. وحديثاً عجيب الشأن يعتبر به جميع الناس.
٥٧ - ولما ضرب الله عيسى ابن مريم مثلاً، فى كونه كآدم، خلقه من تراب، ثم قال له: كن فيكون، فهو عبد مخلوق، مُنعم عليه بالنبوة، لا تصح عبادته من دون الله. إذا قومك يعرضون ولا يعون.
٥٨ - وقال الكافرون: أآلهتنا خير أم عيسى؟ فإذا كان هو فى النار فلنكن نحن وآلهتنا معه. ما ضرب الكفار هذا المثل لك إلا للجدل والغلبة فى القول لا لطلب الحق، بل هم قوم شداد فى الخصومة ممعنون فيها.
٥٩ - ما عيسى إلا عبد أنعمنا عليه بالنبوة، وصيَّرناه عبرة عجيبة كالمثل - لخلقه بدون أب - لبنى إسرائيل يستدلون به على كمال قدرتنا.
٦٠ - لو نشاء لحوَّلنا بعضكم - أيها الرجال - ملائكة يخلفونكم فى الأرض كما يخلفكم أولادكم، لتعرفوا أن الملائكة خاضعون لتصريف قدرة الله، فمن أين لهم استحقاق الألوهية؟


الصفحة التالية
Icon