١٢ - ومن قبل القرآن أنزل الله التوراة قدوة ورحمة للعاملين بها، وهذا القرآن الذى يكذبونه مصدق لما قبله من الكتب، أنزله الله بلسان عربى ليكون إنذاراً متجدداً للذين ظلموا، وبُشرى للذين استقاموا على الطريقة.
١٣ - إن الذين قالوا: ربنا الله - وحده - ثم أحسنوا العمل، فلا خوف عليهم من نزول مكروه، ولا هم يحزنون لفوات مطلوب.
١٤ - أولئك الموصوفون بالتوحيد والاستقامة هم المختصون بدخول الجنة خالدين فيها أعطاهم الله ذلك جزاء بما كانوا يعملون من الصالحات.
١٥ - ووصينا الإنسان بوالديه أن يحسن إليهما إحساناً عظيماً، حملته أمه حملاً ذا مشقة، ووضعته وضعاً ذا مشقة، ومدة حمله وفصاله ثلاثون شهراً قاست فيها صنوف الآلام، حتى إذا بلغ كمال قوته وعقله، وبلغ أربعين سنة، قال: رب ألهمنى شكر نعمتك التى أنعمت علىَّ وعلى والدى، وألهمنى أن أعمل عملاً صالحاً ترضاه، واجعل الصلاح سارياً فى ذريتى، إنى تبت إليك من كل ذنب، وإنى من الذين أسلموا أنفسهم إليك.
١٦ - أولئك الموصوفون بتلك المحامد هم الذين نتقبل عنهم أعمالهم الحسنة، ونعفو عن سيئاتهم فى عداد أصحاب الجنة، محققين لهم وعد الصدق الذى كانوا يوعدون به فى الدنيا.
١٧ - والذى قال لوالديه حين دعواه إلى الإيمان بالبعث متضجراً منهما ومنكراً عليهما: أف لكما، أتعداننى بالخروج من القبر وقد مضت الأمم من قبلى ولم يبعث من القبور أحد؟ وأبواه يستغيثان الله استعظاماً لجرمه، ويقولان له حثَّا على الإيمان: هلكت إن لم تؤمن، إن وعد الله بالبعث حق، فيقول - إمعاناً فى التكذيب -: ما هذا الذى تقولانه إلا خرافات سطرها الأولون.
١٨ - أولئك القائلون ذلك هم الذين حق عليهم وقوع العذاب فى عداد أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس، لأنهم كانوا خاسرين.