٥٠ - وأُرسلت إليكم مصدقاً لشريعة التوراة التى نزلت على موسى، ولأبيح لكم بأمر الله بعض ما حُرِّم عليكم من قبل، وقد جئتكم بآية من الله على صدق رسالتى. فاتقوا الله وأطيعون.
٥١ - إن الله الذى أدعوكم إليه هو - وحده - ربى وربكم فاعبدوه وأخلصوا العبادة له، فإن هذا هو الطريق الذى لا عوج فيه.
٥٢ - ولما جاء عيسى - عليه السلام - دعا قومه إلى الصراط المستقيم، فأبى أكثرهم، فلما علمَ منهم ذلك اتجه إليهم منادياً: من يناصرنى فى هذا الحق الذى أدعو إليه؟ فأجابه خاصة المؤمنين بالله وبه: نحن نؤيدك وننصرك لأنك داع إلى الله، واشهد بأنا مخلصون لله منقادون لأمره.
٥٣ - ونحن نقول: يا ربنا، صدَّقنا بكتابك الذى أنزلته على نبيك، وامتثلنا أمر رسولك عيسى - عليه السلام - فاكتبنا من الشاهدين لرسولك بالتبليغ، وعلى بنى إسرائيل بالكفر والجحود.
٥٤ - أما الجاحدون فقد دَبَّروا تدبيراً خفياً يحاربون به دعوة عيسى، فأبطل الله كيدهم فلم ينجحوا فيما أرادوا، والله أحكم المدبرين وأقواهم.
٥٥ - واذكر - أيها النبى - إذ قال الله: يا عيسى إنى مستوفٍ أجلك، ولا أمكِّن أحداً من قتلك، وإنى رافعك إلى محل كرامتى، ومنجيك من أعدائك الذين قصدوا قتلك، وجاعل المتبعين لك، الذين لم ينحرفوا عن دينك ظاهرين بالقوة والسلطان على الذين لم يهتدوا بهديك إلى يوم القيامة، ثم إلىَّ مصيركم فى الآخرة فأقضى بينكم فى الذى تنازعتم فيه من أمر الدين.
٥٦ - فأما الجاحدون، فأذيقهم عذاب الخزى والنكال بتسليط الأمم عليهم فى الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأخزى. وليس لهم من ينقذهم من عذاب الله.


الصفحة التالية
Icon