٢٠ - اعلموا - أيها المغرورون بالدنيا - أنَّما الحياة الدنيا لعب لا ثمرة له، ولهو يشغل الإنسان عما ينفعه، وزينة لا تحصل شرفاً ذاتياً، وتفاخر بينكم بأنساب زائلة وعظام بالية، وتكاثر بالعدد فى الأموال والأولاد. مثلها فى ذلك مثل مطر أعجب الزراع نباته، ثم يكمل نضجه ويبلغ تمامه، فتراه عقب ذلك مصفراً آخذاً فى الجفاف، ثم يصير بعد فترة هشيماً جامداً متكسراً، لا يبقى منه ما ينفع، وفى الآخرة عذاب شديد لمن آثر الدنيا وأخذها بغير حقها، ومغفرة من الله لمن آثر آخرته على دُنياه، وليست الحياة الدنيا إلا متاع هو غرور لا حقيقة له لمن اطمأن بها ولم يجعلها ذريعة للآخرة.
٢١ - سارعوا فى السبق إلى مغفرة من ربكم إلى جنة فسيحة الأرجاء، عرضها مثل عرض السموات والأرض هُيِّئت للذين صدقوا بالله ورسله. ذلك الجزاء العظيم فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، والله - وحده - صاحب الفضل الذى جل أن تحيط بوصفه العقول.
٢٢ - ما نزل من مصيبة فى الأرض من قحط أو نقص فى الثمرات أو غير ذلك، ولا فى أنفسكم من مرض أو فقر أو موت أو غير ذلك إلا مكتوبة فى اللوح مثبتة فى علم الله من قبل أن نوجدها فى الأرض أو فى الأنفس. إن ذلك الإثبات للمصيبة والعلم بها على الله سهل لإحاطة علمه بكل شئ.
٢٣ - أعْلمناكم بذلك لكيلا تحزنوا على ما لم تحصلوا عليه حزناً مفرطاً يجركم إلى السخط، ولا تفرحوا فرحاً مُبطراً بما أعطاكم. والله لا يحب كل متكبر فخور على الناس بما عنده.
٢٤ - الذين يضنون بأموالهم عن الإنفاق فى سبيل الله، ويأمرون الناس بالبخل بتحسينه لهم، ومَن يعرض عن طاعة الله فإن الله - وحده - الغنى عنه، المستحق بذاته للحمد والثناء.