الأول فِي الْمَعْنى إِلَّا أَن تضمر محذوفا تَقْدِيره وَلَا تحسبن شَأْن الَّذين كفرُوا أَنما نملي لَهُم فتجعل مَا ونملي مصدرا على هَذَا فَإِن لم تقدر محذوفا فجوازه على أَن تكون أَن بَدَلا من الَّذين ويسد مسد المفعولين وَمَا بِمَعْنى الَّذِي وَفِي جَوَاز مَا وَالْفِعْل مصدر وان بدل من الَّذين نظر وَقد كَانَ فِي وَجه الْقِرَاءَة لمن قَرَأَ بِالتَّاءِ أَن يكسر إِنَّمَا فَتكون الْجُمْلَة فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي وَلم يقْرَأ بِهِ أحد عَلمته وَقد قيل أَن من قَرَأَ بِالتَّاءِ فجوازه على التكرير تَقْدِيره لَا تحسبن الَّذين كفرُوا وَلَا تحسبن إِنَّمَا نملي لَهُم فَإِنَّمَا سدت مسد المفعولين لتحسب الثَّانِي وَهِي وَمَا عملت فِيهِ مفعول ثَان لتحسب الأول كَمَا أَنَّك لَو قلت الَّذين كفرُوا لَا تحسبن إِنَّمَا نملي لَهُم خير لأَنْفُسِهِمْ لجَاز فَيدْخل تحسب الأول على الْمُبْتَدَأ
قَوْله ﴿وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ﴾ من قَرَأَهُ بِالْيَاءِ جعل الَّذين فاعلين لحسب وَحذف الْمَفْعُول الأول لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ وَهُوَ فاصلة وَخيرا مفعول ثَان تَقْدِيره وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله الْبُخْل خيرا لَهُم فَدلَّ يَبْخلُونَ على