تتَعَلَّق الْبَاء بجزاء لِأَنَّهُ لم يُوصف وَلَا أبدل مِنْهُ إِنَّمَا أضيف والمضاف إِلَيْهِ دَاخل فِي الصِّلَة وَمن تَمام الْمُضَاف وكل دَاخل فِي الصِّلَة فَذَلِك حسن جَائِز وَمثل فِي هَذِه الْقِرَاءَة بِمَعْنى مماثل وَالتَّقْدِير فجزاء مماثل لما قتل يَعْنِي فِي الْقيمَة أَو فِي الْخلقَة على اخْتِلَاف الْعلمَاء فِي ذَلِك وَلَو قدرت مثلا على لَفظه لصار الْمَعْنى فَعَلَيهِ جَزَاء مثل الْمَقْتُول من الصَّيْد وَإِنَّمَا يلْزمه جَزَاء الْمَقْتُول بِعَيْنِه لَا جَزَاء مثله لِأَنَّهُ إِذا أدّى جَزَاء مثل الْمَقْتُول فِي الصَّيْد صَار إِنَّمَا يُؤَدِّي جَزَاء مَا لم يقتل لِأَن مثل الْمَقْتُول لم يقْتله فصح أَن الْمَعْنى فَعَلَيهِ جَزَاء مماثل للمقتول يحكم بِهِ ذَوا عدل وَلذَلِك بَعدت الْقِرَاءَة بِالْإِضَافَة عِنْد جمَاعَة لِأَنَّهَا توجب أَن يلْزم الْقَاتِل جَزَاء مثل الصَّيْد الَّذِي قتل وَإِنَّمَا جَازَت الْإِضَافَة عِنْدهم على معنى قَول الْعَرَب أَنِّي لأكرم مثلك يُرِيدُونَ أكرمك فعلى هَذَا أضَاف الْجَزَاء إِلَى مثل الْمَقْتُول يُرَاد الْمَقْتُول بِعَيْنِه فَكَأَنَّهُ فِي التَّقْدِير فَعَلَيهِ جَزَاء الْمَقْتُول فِي الصَّيْد وعَلى هَذَا تَأَول الْعلمَاء قَول الله تَعَالَى كمن مثله فِي الظُّلُمَات مَعْنَاهُ كمن هُوَ فِي الظُّلُمَات وَلَو حمل على الظَّاهِر لَكَانَ مثل الْكَافِر فِي الظُّلُمَات والمثل والمثل وَاحِد وَمن النعم فِي قِرَاءَة من أضَاف الْجَزَاء إِلَى مثل صفة لجزاء وَيحسن أَن تتَعَلَّق من بِالْمَصْدَرِ فَلَا تكون صفة لَهُ وَإِنَّمَا الْمصدر معدى إِلَى من النعم وَإِذا جعلته صفة فَمن مُتَعَلقَة بالْخبر الْمَحْذُوف وَهُوَ فَعَلَيهِ وَإِذا لم تجعلها صفة تعلّقت بجزاء كَمَا تعلّقت فِي قَوْله جَزَاء سَيِّئَة


الصفحة التالية
Icon