وفريقا على الْحَال من الْمُضمر فِي تعودُونَ لم تقف على تعودُونَ وتقف على الضَّلَالَة وَالتَّقْدِير كَمَا بَدَأَكُمْ تعودُونَ فِي هَذِه الْحَال وَقد قَرَأَ أبي بن كَعْب تعودُونَ فريقين فريقا هدى وفريقا حق عَلَيْهِم الضَّلَالَة فَهَذَا يبين أَنه نصب على الْحَال فَلَا تقف على تعودُونَ إِذا نصبت على الْحَال
قَوْله ﴿فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا خَالِصَة﴾ من رفع خَالِصَة وَهِي قِرَاءَة نَافِع وَحده رفع على خبر الْمُبْتَدَأ أَي هِيَ خَالِصَة وَيكون قَوْله للَّذين آمنُوا تبيينا للخلوص وَيجوز أَن يكون خَبرا ثَانِيًا لهي وَالْمعْنَى هِيَ تخلص للْمُؤْمِنين فِي يَوْم الْقِيَامَة وَمن نصب خَالِصَة نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي الَّذين وَالْعَامِل فِي الْحَال والاستقرار والثبات الَّذِي قَامَ للَّذين آمنُوا مقَامه فالظروف وحروف الْجَرّ تعْمل فِي الْأَحْوَال إِذا كَانَت أَخْبَارًا عَن الْمُبْتَدَأ لِأَن فِيهَا ضميرا يعود على الْمُبْتَدَأ وَلِأَنَّهَا قَامَت مقَام مَحْذُوف جَار على الْفِعْل هُوَ الْعَامِل فِي الْحَقِيقَة وَهُوَ الَّذِي فِيهِ الضَّمِير على الْحَقِيقَة أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت زيد فِي الدَّار وثوب على زيد فتقديره زيد مُسْتَقر فِي الدَّار أَو ثَابت فِي الدَّار وثوب مُسْتَقر أَو ثَابت على زيد فَفِي ثَابت ومستقر ضمير مَرْفُوع يعود على الْمُبْتَدَأ فَإِذا حذفت ثَابتا أَو مُسْتَقرًّا وأقمت الظّرْف مقَامه أَو حرف الْجَرّ قَامَ مقَامه فِي الْعَمَل وانتقل الضَّمِير فَصَارَ مُقَدرا مُتَوَهمًا فِي الظّرْف وَفِي حرف الْجَرّ فأفهمه وَاللَّام فِي الَّذين وَفِي فِي قَوْلك فِي الدَّار وعَلى من قَوْلك على زيد متعلقات بذلك الْمَحْذُوف الَّذِي قَامَت مقَامه فالحال هِيَ من ذَلِك الضَّمِير الَّذِي انْتقل إِلَى حرف الْجَرّ والرافع لذَلِك الضَّمِير هُوَ الناصب للْحَال