قَوْله ﴿وَرَسُوله﴾ ارْتَفع على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف تَقْدِيره أَي وَرَسُوله برىء أَيْضا من الْمُشْركين فَحذف لدلَالَة الأول عَلَيْهِ وَقد أجَاز قوم رَفعه على الْعَطف على مَوضِع اسْم الله قبل دُخُول أَن وَقَالُوا الْأَذَان بِمَعْنى القَوْل فَكَأَنَّهُ لم يُغير معنى الْكَلَام بِدُخُولِهِ وَمنع ذَلِك جمَاعَة لِأَن أَن الْمَفْتُوحَة قد غيرت معنى الِابْتِدَاء إِذْ هِيَ وَمَا بعْدهَا مصدر فَلَيْسَتْ هِيَ كالمكسورة الَّتِي لَا تدل على غير التَّأْكِيد فَلَا يُغير معنى الِابْتِدَاء دُخُولهَا فَأَما عطف وَرَسُوله على الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي برىء فَهُوَ قَبِيح عِنْد كثير من النَّحْوِيين حَتَّى يؤكده وَقد أجَازه كثير مِنْهُم فِي هَذَا الْموضع وان لم يؤكده لِأَن الْمَجْرُور يقوم مقَام التوكيد فعطفه على الْمُضمر فِي برىء حسن جيد وَقد أَتَى الْعَطف على الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي الْقُرْآن من غير تَأْكِيد وَلَا مَا يقوم مقَام التَّأْكِيد قَالَ جلّ ذكره مَا أشركنا وَلَا آبَاؤُنَا فعطف الْآبَاء على الْمُضمر الْمَرْفُوع وَلَا حجَّة فِي دُخُول لَا لِأَنَّهَا إِنَّمَا دخلت بعد وَاو الْعَطف وَالَّذِي يقوم مقَام التَّأْكِيد إِنَّمَا يَأْتِي قبل وَاو الْعَطف فِي مَوضِع التَّأْكِيد التَّأْكِيد لَو أَتَى بِهِ لم يكن إِلَّا قبل وَاو الْعَطف نَحْو قَوْله تَعَالَى فَأذْهب أَنْت وَرَبك وَلَكِن جَازَ ذَلِك لِأَن الْكَلَام قد طَال بِدُخُول لَا فَقَامَ الطول مقَام التَّأْكِيد وَقد قَرَأَ عِيسَى بن عمر وَرَسُوله بِالنّصب عطفا على اللَّفْظ