والموصوف كاسم وَاحِد وتحذف ألف ابْن من الْخط وَالْخَبَر مُضْمر تَقْدِيره وَقَالَت الْيَهُود عُزَيْر ابْن الله صاحبنا أَو نَبينَا وَيكون هَذَا الْمُضمر هُوَ الْمُبْتَدَأ وعزير خَبره وَيجوز أَن يكون عُزَيْر مُبْتَدأ وَابْن خَبرا ويحذف التَّنْوِين لالتقاء الساكنين إِذْ هُوَ مشبه بحروف الْمَدّ واللين فَتثبت ألف ابْن فِي الْخط إِذا جعلته خَبرا وَأَجَازَ أَبُو حَاتِم أَن يكون عُزَيْر اسْما أعجميا لَا ينْصَرف وَهُوَ بعيد مَرْدُود لِأَنَّهُ لَو كَانَ أعجميا لأنصرف لِأَنَّهُ على ثَلَاثَة أحرف وياء التصغير لَا يعْتد بهَا وَلِأَنَّهُ عِنْد كل النَّحْوِيين عَرَبِيّ مُشْتَقّ من قَوْله تَعَالَى وتعزروه
قَوْله ﴿فِي كتاب الله يَوْم﴾ كتاب مصدر عَامل فِي يَوْم وَلَا يجوز أَن يكون كتاب هُنَا يعْنى بِهِ الذّكر وَلَا غَيره من الْكتب لِأَنَّهُ يمْنَع حِينَئِذٍ أَن يعْمل فِي يَوْم لِأَن الْأَسْمَاء الَّتِي تدل على الْأَعْيَان لَا تعْمل فِي الظروف إِذْ لَيْسَ فِيهَا من معنى الْفِعْل شَيْء فَأَما فِي فَهِيَ مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف وَهُوَ صفة لاثني عشر الَّذِي هُوَ خبر لِأَن كَأَنَّهُ قَالَ إِن عدَّة الشُّهُور عِنْد الله اثْنَا عشر شهرا مثبتة فِي كتاب الله يَوْم خلق وَلَا يحسن أَن تتَعَلَّق فِي بعدة لِأَنَّك تفرق بَين الصِّلَة والموصول بالْخبر وَهُوَ اثْنَا عشر
قَوْله ﴿ويأبى الله إِلَّا أَن يتم نوره﴾ إِنَّمَا دخلت إِلَّا لِأَن يَأْبَى فِيهِ معنى الْمَنْع وَالْمَنْع من بَاب النَّفْي فَدخلت إِلَّا للْإِيجَاب وَفِي الْكَلَام حذف تَقْدِيره ويأبى الله كل شَيْء يريدونه من كفرهم إِلَّا أَن يتم