فَلَا تحسبن الله مخلف وعده رسله وَقيل معنى فعميت لمن قَرَأَ بِالتَّخْفِيفِ فخفيت فَيكون غير مقلوب على هَذَا وَتَكون الْأَخْبَار الَّتِي أَتَت من عِنْد الله خَفِي فهمها عَلَيْهِم لقلَّة مبالاتهم بهَا وَكَثْرَة إعراضهم عَنْهَا فَأَما مَعْنَاهُ على قِرَاءَة حَفْص وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ الَّذين قرأوا بِالتَّشْدِيدِ وَالضَّم على مَا لم يسم فَاعله فَلَيْسَ فِيهِ قلب وَلَكِن الله عماها عَلَيْهِم لما أَرَادَ بهم من الشقوة يفعل مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ وَهِي رَاجِعَة إِلَى الْقِرَاءَة الأولى لأَنهم لم يعموا عَنْهَا حَتَّى عماها الله عَلَيْهِم وَقد قَرَأَ أبي وَهِي قِرَاءَة الْأَعْمَش فعماها عَلَيْكُم أَي عماها الله عَلَيْكُم فَهَذَا شَاهد لمن ضم وشدد ونوح اسْم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام انْصَرف لِأَنَّهُ أعجمي خَفِيف وَقيل هُوَ عَرَبِيّ من ناح ينوح وَقد قَالَ بعض الْمُفَسّرين إِنَّمَا سمي نوحًا لِكَثْرَة نوحه على نَفسه
قَوْله ﴿إِلَّا من قد آمن﴾ من فِي مَوضِع رفع بيؤمن
قَوْله ﴿وَمن آمن﴾ من فِي مَوضِع نصب على الْعَطف على اثْنَيْنِ أَو على أهلك وَمن فِي قَوْله إِلَّا من سبق فِي مَوضِع نصب على الِاسْتِثْنَاء من الْأَهْل
قَوْله ﴿بِسم الله مجْراهَا وَمرْسَاهَا﴾ مجْراهَا فِي مَوضِع رفع