قَوْله ﴿يَا بني اركب مَعنا﴾ الأَصْل فِي بني بِثَلَاث ياءات يَاء التصغير وَيَا بعْدهَا هِيَ لَام الْفِعْل وياء بعد لَام الْفِعْل وَهِي يَاء الْإِضَافَة فَلذَلِك كسرت لَام الْفِعْل لِأَن حق يَاء الْإِضَافَة فِي الْمُفْرد أَن يكسر مَا قبلهَا أبدا فأدغمت يَاء التصغير فِي لَام الْفِعْل لِأَن حق يَاء التصغير السّكُون والمثلان من غير حُرُوف الْمَدّ واللين إِذا اجْتمعَا وَكَانَ الأول سَاكِنا لم يكن بُد من ادغامه فِي الثَّانِي وحذفت يَاء الْإِضَافَة لِأَن الكسرة تدل عَلَيْهَا وحذفها فِي النداء هُوَ الْأَكْثَر فِي كَلَام الْعَرَب لِأَنَّهَا حلت مَحل التَّنْوِين والتنوين فِي المعارف لَا يثبت فِي النداء فَوَجَبَ حذف مَا هُوَ مثل التَّنْوِين وَمَا يقوم مقَامه وَهُوَ يَاء الْإِضَافَة وَقَوي حذفهَا فِي مثل هَذَا لِاجْتِمَاع الْأَمْثَال المستثقلة مَعَ الْكسر وَهُوَ ثقيل أَيْضا وَقد قَرَأَ عَاصِم بِفَتْح الْيَاء وَذَلِكَ أَنه أبدل من كسرة لَام الْفِعْل فَتْحة استثقالا لِاجْتِمَاع الياءات مَعَ الكسرة فَانْقَلَبت يَاء الْإِضَافَة ألفا ثمَّ حذف الْألف كَمَا تحذف الْيَاء فَبَقيت الفتحة على حَالهَا وَقَوي حذف الْألف لِأَنَّهَا عوض مِمَّا يحذف فِي النداء وَهُوَ يَاء الْإِضَافَة وَقد قَرَأَ ابْن كثير فِي غير هَذَا الْموضع فِي لُقْمَان بِإِسْكَان الْيَاء وبالتخفيف وَذَلِكَ أَنه حذف يَاء الْإِضَافَة للنداء فَبَقيت يَاء مَكْسُورَة