قَوْله ﴿وَأخذ الَّذين ظلمُوا الصَّيْحَة﴾ إِنَّمَا حذفت التَّاء من أَخذ لِأَنَّهُ قد فرق بَين الْمُؤَنَّث وَهُوَ الصَّيْحَة وَبَين فعله وَهُوَ أَخذ بقوله الَّذين ظلمُوا وَهُوَ مفعول أَخذ فَقَامَتْ التَّفْرِقَة مقَام التَّأْنِيث وَقد قَالَ فِي آخر السُّورَة فِي قصَّة شُعَيْب وَأخذت فَجرى بالتأنيث على الأَصْل وَلم يعْتد بالتفرقة وَقيل إِنَّمَا حذفت التَّاء لِأَن تَأْنِيث الصَّيْحَة غير حَقِيقِيّ إِذْ لَيْسَ لَهَا ذكر من لَفظهَا وَقيل إِنَّمَا حذفت التَّاء لِأَنَّهُ حمل على معنى الصياح إِذْ الصَّيْحَة والصياح بِمَعْنى وَاحِد وَكَذَلِكَ الْعلَّة فِي كل مَا شابهه
قَوْله ﴿قَالُوا سَلاما﴾ انتصب سَلاما على الْمصدر وَقيل هُوَ مَنْصُوب بقالوا كَمَا تَقول قلت خيرا لِأَنَّهُ لم يحك قَوْلهم إِنَّمَا السَّلَام معنى قَوْلهم فأعمل القَوْل فِيهِ كَمَا تَقول قلت حَقًا لمن سمعته يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله فَلم تذكر مَا قَالَ إِنَّمَا جِئْت بِلَفْظ يُحَقّق قَوْله فأعملت فِيهِ القَوْل وَكَذَلِكَ سَلام فِي الْآيَة إِنَّمَا هُوَ معنى مَا قَالُوا لَيْسَ هُوَ لَفظهمْ بِعَيْنِه فيحكى وَلَو رفع لَكَانَ محكيا وَكَانَ هُوَ قَوْلهم بِعَيْنِه فالنصب أبدا فِي هَذَا وَشبهه مَعَ القَوْل إِنَّمَا هُوَ معنى مَا قَالُوا لَا قَوْلهم بِعَيْنِه وَالرَّفْع