أنزلته لِأَن مَا بِمَعْنى الَّذِي وَإِن شِئْت جعلته حَالا من مَا فِي بِمَا
قَوْله ﴿أول كَافِر﴾ أول اسْم لم ينْطق مِنْهُ بِفعل عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَزنه أفعل فاؤه وَاو وعينه وَاو وَلذَلِك لم يسْتَعْمل مِنْهُ فعل لِاجْتِمَاع الواوات
وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ هُوَ أفعل من وأل إِذا نجا فأصله أَو أل ثمَّ خففت الْهمزَة الثَّانِيَة بِأَن أبدل مِنْهَا وَاو وأدغمت الأولى فِيهَا كَمَا قَالُوا فِي تَخْفيف مقروءة مقروة أجْرى الْحَرْف الْأَصْلِيّ مجْرى الزَّائِد فِي مقروءة وَكَانَ الْأَحْسَن لَو خففت على الْقيَاس أَن يُقَال أول تلقى حَرَكَة الْهمزَة على الْوَاو كَمَا قَالُوا فِي تَخْفيف ضوء ضو وَلَا تجب عِلّة الْوَاو لِأَن الْحَرَكَة عارضة وَقيل أَن أفعل من آل يؤول فأصله أأول ثمَّ قلب فَردَّتْ الْفَاء فِي مَوضِع الْعين فَصَارَ أَو أل وَزنه أعفل فَصنعَ بِهِ من التَّخْفِيف وَالْبدل والإدغام مَا صنع فِي القَوْل الأول فوزنه بعد الْقلب أفعل وَالْكَلَام على أولى كَالْكَلَامِ على أول فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا إِذْ هِيَ مؤنث أول وانتصب أول على خبر كَانَ وَكَافِر نعت لمَحْذُوف تَقْدِيره أول فريق كَافِر وَلذَلِك أَتَى بِلَفْظ التَّوْحِيد وَالْخطاب لجَماعَة وَقيل تَقْدِيره أول من كفر بِهِ