قَوْله ﴿أفلم يهد لَهُم كم أهلكنا﴾ فَاعل يهد مُضْمر وَهُوَ الْمصدر تَقْدِيره أفلم يهد الْهدى لَهُم وَقيل الْفَاعِل مُضْمر على تَقْدِير الْأَمر تَقْدِيره أفلم يهد الْأَمر لَهُم كم أهلكنا وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ كم هُوَ فَاعل يهد وَهُوَ غلط عِنْد الْبَصرِيين لِأَن كم لَهَا صدر الْكَلَام وَلَا يعْمل مَا قبلهَا فِيهَا انما يعْمل فِيهَا مَا بعْدهَا كأي فِي الِاسْتِفْهَام وَالْعَامِل فِي كم الناصب لَهَا عِنْد الْبَصرِيين أهلكنا
قَوْله ﴿زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ نصبت زهرَة على فعل مُضْمر دلّ عَلَيْهِ متعنَا لِأَن متعنَا بِمَنْزِلَة جعلنَا فَكَأَنَّهُ قَالَ جعلنَا لَهُم زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا وَهُوَ قَول الزّجاج وَقيل هِيَ بدل من الْهَاء فِي بِهِ على الْموضع كَمَا تَقول مَرَرْت بِهِ أَخَاك وَأَشَارَ الْفراء الى أَن نَصبه على الْحَال وَالْعَامِل فِيهِ متعنَا قَالَ كَمَا تَقول مَرَرْت بِهِ الْمِسْكِين وَقدره متعناهم بِهِ زهرَة فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وزينة فِيهَا