مَذْهَب الْكُوفِيّين
قَوْله ﴿أَلا إِنَّهُم من إفكهم﴾ ان تكسر بعد أَلا على الِابْتِدَاء وَلَوْلَا اللَّام الَّتِي فِي خَبَرهَا لجَاز فتحهَا على أَن تجْعَل أَلا بِمَعْنى حَقًا
قَوْله ﴿إِلَّا من هُوَ صال الْجَحِيم﴾ من فِي مَوضِع نصب بفاتنين أَي لَا يفتنون الا من سبق فِي علم الله أَنه يصلى الْجَحِيم فَدلَّ ذَلِك على أَن ابليس لَا يضل أحدا إِلَّا من سبق لَهُ فِي علم الله أَنه يضله وَأَنه من أهل النَّار وَهَذَا بَيَان شاف فِي نقض مَذْهَب الْقَدَرِيَّة وَقَرَأَ الْحسن صال الْجَحِيم بِضَم اللَّام على تَقْدِير صالون فَحذف النُّون للاضافة وَحذف الْوَاو لسكونها وَسُكُون اللَّام بعْدهَا وَتَكون من للْجَمَاعَة وأتى لفظ هُوَ موحدا رد على لفظ من وَذَلِكَ كُله حسن كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَعمل صَالحا﴾ ثمَّ قَالَ تَعَالَى ﴿فَلهم أجرهم﴾ فَوحد أَولا على اللَّفْظ ثمَّ جمع على الْمَعْنى لِأَن من تقع للْوَاحِد والاثنين وَالْجَمَاعَة بِلَفْظ وَاحِد وَقيل إِنَّه قَرَأَ بِالرَّفْع على الْقلب كَأَنَّهُ قَالَ صالي ثمَّ قلب فَصَارَ صايل ثمَّ حذف الْيَاء فَبَقيت اللَّام