قَوْله ﴿من قريتك الَّتِي أخرجتك﴾ هَذَا أَيْضا مِمَّا حذف مِنْهُ الْمُضَاف وأقيم الْمُضَاف اليه مقَامه تَقْدِيره الَّتِي أخرجك أَهلهَا فَحذف الْأَهْل وَقَامَ ضمير الْقرْيَة مقامهم فَصَارَ ضمير الْقرْيَة مَرْفُوعا كَمَا كَانَ الاهل مرفوعين بأخرج فاستتر ضمير الْقرْيَة فِي أخرج وَظَهَرت عَلامَة التَّأْنِيث لتأنيث الْقرْيَة وَهُوَ مثل قَوْله تَعَالَى ﴿وَهُوَ وَاقع بهم﴾ تَقْدِيره وعقابه وَاقع بهم ثمَّ حذف الْمُضَاف وَهُوَ الْعقَاب وَقَامَ ضمير الْكسْب مقَامه فَصَارَ ضميرا ملفوظا بِهِ وَلم يسْتَتر لِأَن مَعَه الْوَاو وَلِأَن الْفِعْل لم يكن للعقاب فَلم يسْتَتر ضمير مَا قَامَ مقَام الْعقَاب فِي الْفِعْل واستتر ضمير الْقرْيَة فِي أخرج لِأَنَّهُ كَانَ فعلا للأهل فاستتر ضمير مَا قَامَ مقَام الْأَهْل فِي فعل الْأَهْل وَجَاز ذَلِك وَحسن لتقدم ذكر الْقرْيَة وَلِأَن الْفِعْل فِي صلَة الَّتِي وَالَّتِي للقرية فَلم يكن بُد من ضمير يعود على الَّتِي وَضمير الْمَرْفُوع الْعَائِد على الَّذِي وَالَّتِي يسْتَتر فِي الْفِعْل الَّذِي فِي الصِّلَة أبدا اذا كَانَ الْفِعْل لَهُ فاعرفه وَمثله فِي الْحَذف ﴿فَإِذا عزم الْأَمر﴾ أَي عزم أَصْحَاب الْأَمر ثمَّ حذف الْأَصْحَاب وَلم يسْتَتر الْأَمر فِي الْفِعْل لِأَنَّهُ لم يتَقَدَّم لَهُ ذكر
قَوْله مثل الْجنَّة الَّتِي مثل رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر