الواجب علينا شكر الله تعالى بالاستعانة بنعمه على طاعته سبحانه، (( فالنعم أضياف، وقِراها الشكر، فاجتهد أن ترحل الأضياف شاكرةً حسنَ القِرى، شاهدةً بما تسمع وترى )) (١).
واقع الحلقات :
لو رأينا في واقع حلقات القرآن الكريم لوجدنا تقصيراً واضحاً عند أكثر المدرسين في تربية الناشئة على الإقرار بنعم الله تعالى، وذكرها، وشكرها.
المأمول من المدرسين :
المأمول من المدرسين التذكير بهذه النعم؛ لكي يتربى الطالب محباً لله تعالى مستشعراً فضله عليه، شاكراً لأنعمه بقلبه ولسانه وجوارحه، ممتثلاً أمره، مجتنباً نهيه.
ولا شك أن لهذا التذكير التربوي أثراً عظيماً في البناء الإيماني في تربية الأجيال.
ولكن يحرص المدرس على الإيجاز الشديد في التذكير، دون تطويل واستطراد في الكلام، فخير الكلام ما قلّ ودلّ، ولم يَطُل فيُمَل، وحتى لا ينشغل عن مهمته الأساسية، وهي تعليم القرآن الكريم.
المطلب الثالث : تربية الناشئ على مراقبة الله سبحانه
مِن أعظم المنجيات مراقبة الله تعالى في السر والعلانية، فيستشعر المرء أن الله تعالى يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره، وسره وعلانيته، ويستحضر ذلك في خلواته، ويتذكر وصية الحبيب المصطفى - ﷺ - :(( اتق الله حيثما كنت )) (٢)
كيف يُربَّى الناشئ على مراقبة الله تعالى ؟
ينبغي للمدرس أن يربي نفسه أولاً على مراقبة الله في الغيب والشهادة، ثم يسعى سعياً حثيثاً لتربية الناشئ على ذلك، وتكون هذه التربية بالحال والمقال، فيرى الناشئ من مُدرِّسه إخلاص العمل لوجه المولى جل وعلا، والتفاني في إتقان العمل وإحسانه دون وجود رقيب من البشر، وبذلك يتربى على مراقبة الله سبحانه بحال المدرس، وتربية الحال أبلغ من تربية المقال.

(١) الآداب الشرعية للإمام ابن مفلح :(٢/١٧٥).
(٢) أخرجه الترمذي (١٩٨٧)، وقال : حديث حسن.


الصفحة التالية
Icon