المأمول من المدرسين الأفاضل تربية الطلاب على مراقبة الله سبحانه؛ لما لها من أثر عظيم في البناء الإيماني عند الناشئة، ولما لها من أثر كبير في نجاح الحلقة وانتاجها، بل نجاح الطلاب في حياتهم، وإتقانهم لأعمالهم في المستقبل، وبعدهم عما يغضب الله تعالى.
المطلب الرابع : تربية الناشئ على تعظيم عبادة الله سبحانه وتعالى
العبادة هي التقرب إلى الله تعالى بما شرعه لعباده من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
وللعبادة لذة وحلاوة، ونعيم وطلاوة، فمن ذاق لذتها، وطعِم حلاوتها تعلّق بها، فهو لا ينفكّ عنها أبداً؛ لأنها تصير راحته وريحانه.
واقع الحلقات في تربية الناشئ على تعظيم عبادة الله سبحانه :
ينبغي أن يتربى الناشئ على تعظيم عبادة الله، ولا سيما الصلاة، فلا يليق بطالب القرآن الكريم في الحلقات القرآنية أن يأتي متأخراً، ويصلي منفرداً،
أو يصلي في بيته، ولا يليق أيضاً أن يخرج قبيل الصلاة، وقد يخرج بعد الأذان بغير عذر، وهذا مما يُشتكى منه، والله المستعان.
وقد يحصل هذا في بعض الحلقات بسبب تقصير بعض المدرسين في توجيه الطلاب، وإلزامهم بأداء الصلاة في المسجد.
ولكن نرى في حلقات أخرى ما يثلج الصدر، ويسر القلب : ترى فتية آمنوا بربهم، وحرصوا على حضور الصلوات في المسجد، وأداء السنن الرواتب والنوافل، ونرى متابعة من المدرسين لطلابهم في أداء الأذكار المسنونة بعد الصلوات.
هؤلاء هم المدرسون المربون الذين يساهمون في بناء الأجيال، وتربية الناشئة، وهم الذين يستشعرون عظم الأمانة والمسؤولية.
والمأمول من مدرسي الحلقات القرآنية أن يحرصوا على بعض الأمور التي لها أثر بالغ في البناء الإيماني لطلاب التحفيظ ومنها:
١-إلزام الطلاب بأداء الصلوات في المسجد مع جماعة المسلمين، وأداء السنن الرواتب.
٢-تشجيع الطلاب على أداء ركعتي الضحى إذا كانت الدراسة صباحية.